بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠٠٨-٠٣-١٥

هل توجد معايير للأخلاق ؟




يعتبر موضوع الاخلاق من المواضيع الشائكة والتي تحدث عنها الكثير من المدونين فهي احيانا تكون ذات هالة قدسية واحيانا تنسب الى الانفلات بسبب خروجها عن الطبيعة البشرية فنحن مانراه خلق جيد قد يكون سيء حين يراه شخص اخر , فرؤيتنا المقززة لمن يشرب الخمر ستكون نظرة عادية لمن يراه في بلد اخر .


عند اثارة موضوع تدخين المرأة للشيشة هاج الكثير على مثل هذا التصرف بسبب شذوذه عن عاداتنا وتقالدينا فهم لم يعتادوا على مثل هذا الوضع الذي قد دخل الينا مع الانفتاح الحاصل في البلد من بعد تحرير الكويت , وايضا موضوع قيادة المرأة للسيارة في مملكة بلاد الرمال.


بين الاخلاق والعادات والتقاليد هنالك تناسب عكسي فكلما قل مستوى الاخلاق زاد التمسك بالعادات والتقاليد فتجمع ثوابت الامة ماهو الا تمثيل على انخفاض مستوى الاخلاق , فبعد انتشار التشبه بالجنس الاخر والحفلات المشبوهة والمخدرات وحتى الانترنت ..الخ من الامور الجديدة على المجتمع تحركت تلك اللجنة لمحاربة ذلك الفساد الاخلاقي ومنع انتشاره وذلك بالتمسك بالعادات الحميدة المبهرة ببهار الدين الحار , هنا ناتي الى اشكالية جديدة فقد انظم عضو جديد الى التشكيلة وهو الدين , حسنا من يحرك من او بمعنى اخر من يقود المجموعة الثلاثية ؟!





هذا يجلعنا نعود الى نقطة الصفر ووضع بداية جديدة


الدين - الاخلاق - العادات والتقاليد



1- الدين يحرم القتل - الاخلاق تمنع القتل - العادات تنبذ القتل

2- الدين يحرم اكل لحم الخنزير - الاخلاق لاتمنع ذلك - العادات تمنع ذلك

3- الدين يحلل الزواج من اربع - الاخلاق لاتستحب ذلك - العادات لاتمنع ذلك


نلاحظ


1- تشابه بين الدين والاخلاق والعادات

2- تشابه بين الدين والعادات

3- تشابه بين الدين والعادات



نستنتج بان الدين مرتبط بالعادات


السؤال يطرح نفسه مرة اخرى من يقودهم ؟


هل الاخلاق هي من تقود الدين والعادات ؟


ام


العادات والدين هما من يقود الاخلاق ؟


لذلك كان عنوان المقال هل توجد معايير للاخلاق ؟


فلذك ساحصر الجواب هنا في مجتمعاتنا العربية فسيكون الجواب هو ان الدين والعادات هما من يقود الاخلاق !!

فالدين والعادات وجهان لعملة واحدة فمايمنعه الدين تمنعه العادات ولاتفضله الاخلاق


ساقوم بتقسيم العالم الى قسمين شرقي(يتخذ طابع التدين) و غربي (وهو لاديني)


مثال1 :الشرقي يستوجب الزواج ودفع المهر الغربي لايستوجب الزواج ولا دفع المهر

مثال2 :الشرقي يسنكر لقتل الابرياء الغربي يستنكر قتل البرياء



في المثال الاول قضية مرتبطة بالعادات فهنالك اختلاف بين كلا الشقين كلٍ بحسب عاداته


وفي المثال الثاني قضية مرتبطة بالاخلق فكلا الطرفين يستنكر قتل الابرياء وهذا يرجع الى تشابه الطبيعة البشرية


نستنج هنا بعد كل هذه المعطيات بان الاخلاق هي القائد الاول للانسان وبان الدين صقل تلك الاخلاق بما يتماشى مع العادات والتقاليد المتوارثة ضمن بيئة جغرافية معينة وشجعها ضمن اطار ديني بمبدأ الثواب والعقاب .





ناتي بمثال قضية المثليين وهي تعتبر من القضايا الاخلاقية قبل ان تكون قضية دينية فهناك فريق ينادي بانه هذا خطأ وبانه يخرج عن الفطرة البشرية وهنالك من ينادي بانها من الحريات , هنا سنقع في اشكال معايير الاخلاق !!


الاخلاق هي خليط بين المشاعر والاحاسيس والافعال الانسانية الممزوجة بتراضي الاطراف في مايفعل وفي ما لايفعل وصقلت على مدى السنين منذ تطور الانسان او كما ذكرت بالويكيبيديا :

"وثيقة تحدد المعاييرالاخلاقية والسلوكية المهنية المطلوب ان يتبعها أفراد جمعية مهنية . وتعرف بأنها بيان المعايير المثالية لمهنة من المهن تتبناه جماعة مهنية او مؤسسة لتوجيه أعضائها لتحمل مسؤولياتهم المهنية"


ولو ان الموقع قد ذكر بان الدين هو من وضع أساسا لتنظيم حياة الإنسان وعلاقته مع الناس والتي اخلافها طبعا كما بينت اعلاه .






سينادي البعض بان الاديان بشكل عام تنادي بالأخلاق الانسانية وبانها تشجع على الفضيلة ومحاربة الفساد وكل مايضر البدن فهي موافقة للفطرة البشرية السوية , كل هذا الكلام من غسيل العقول المتبع من قبل رجال الدين للبسطاء من العامة ماهو الا مخالفة للاخلاق البشرية بعكس مايتصورون , الكثير من الاخلاق تعارض الدين بل ان الدين يمنع فعلها !!


نعم انا لا انكر حرص الاديان على مكارم الاخلاق وتشجيع فاعلها ووعده بالمكافاة الاخروية لكن كل دين قد رسم الاخلاق على هواه فتجد في الدين الاسلامي ماهو اخلاقي نجده غير اخلاقي في الدين المسيحي !!



هذا مايجعل معتنقي كل ديانة يتفاخرون بالكم الاخلاقي التي تأمرهم به ديانتهم ... لحظة لحظة هل كتبت تأمرهم





نعم تأمرهم بفعل الاخلاق وإلا فالنار مصيرهم , الاخلاق لاتحتاج الى امر من احد فهي طبيعة وتصرف بشري كأي ردة فعل اخرى , يذكرني هذا باحد الاشخاص يخبرني بان الرسول هو اول-بنظره هو- من وضع قواعد للحروب ..ياسلام.. نسي الحبيب الغزوات والفتوحات هذا المثال مشابه لقضية الردة ومقارنة المسلمين بها مع الخيانة العظمى لأي بلد فهم يحاولن جعل حكم الردة انساني بسبب مشابهته المغلوطة مع حكم الخيانة العظمى شتان مابين الثرى والثريا .





عموما حتى لانخرج من الموضوع


اختلاف معايير الاخلاق بسبب سطوة الدين واختلاف توجهه يعجل بحدوث سوء تفاهم بين أي طرفين , فقضية الحجاب وزواج المتعة او المسيار وقيادة المرأة وحتى عملها خارج المنزل كل هذه الامور هي تدخل في باب الاخلاق لكن يختلف راي كل طرف فالاول يرى بانها اخلاقية والاخر يرى بعدم اخلاقيتها وحتى قد يحملها سبب تدهور الاخلاق بالمستقبل ان عمل بها !!


مثل موضوع الزنا-وهو مشابه للموضوع المتعة والمسيار-فالاديان قد وضعت معنى واحد للزنى لكن الاخلاق قد قسمته الى قسمين قسم يعبر عن رقي اخلاقي وقسم يعبر عن فساد اخلاقي , فعندما تكون بين طرفين متاحبين تسمى العملية "عمل حب" واذا اصبحت بطريقة مزرية وعلنية تسمى "رذيلة" هنا يحدث مايسمى تصادم الحضارات وكل يلقي اللوم على الاخر بعدم اخلاقياته , ومثال اخر الحجاب يرى طرف بانه يعبر الاخلاق ويرى الاخر بانه سجن للمرأة كلا الطرفين لديه الدليل على صحة كلامه لكن القضية تصبح لا اخلاقية حين يحاول اي طرف التدخل بحريات الاشخاص .




أخيراً


الاخلاق البشرية لاتحتاج قانون يأمرك بفعلها ويعاقبك لعدم فعلها , وبسبب اختلاف منظور معنى الاخلاق لكل شخص وضع القانون لمعاقبة من يتأثر بتأثير سلبي لتلك الاخلاق .


هذا ينقلنا الى موضوع اخر متفرع منه سيتم وضعه بالقريب العاجل


هناك ١١ تعليقًا:

rania يقول...

موضوعك جدآ رائع وأخلاقي أيضآ
----------
عزيزي الشاب علي
أتمنى أن تكتب بلخط الأسود ولقاعده بيضاء
لأن راحت أعيوني واني أقراء
وخانت التعليقات تظهر بشكل مصغر,,
وأحترامي لك...,

Eng.S يقول...

عزيزي علي
قضية الأخلاق نسبية بحته ..فما قد يكون مقبول هنا .. يكون مرفوض هناك
و دواليك ..

المهم بالمسألة عدم الغاء الطرف الأخر و رميه خلف الشمس ..لمجرد تقييمك للفعل من بيئة و ظروف تختلف عنه


تحياتي
موضوع جميل ..

Hayat يقول...

مرحبا ..
موضوعك رائع ..

اعتقد بإن مفهومنا للاخلاق يتفاوت من مجتمع عن مجتمع آخر .. و كل مجتمع يحدد سقف و مفاهيم معينه للاخلاق تدخل عدة عوامل في تحديدها منها الدين و العادات و التقاليد .. لذلك وجدت قوانين حقوق الانسان و المرجعيه الانسانيه لتحافظ ع حقوق الانسان و تحافظ ع حق الانسان من اي مصدر يصادر حقه .. حتى لو اصطدم بمفهوم المجتمع لاي سلوك او تصرف ..

و اوافق صاحب التعليق الاول .. و اقترح ان تكون الخلفيه بيضاء و الخط باللون الاسود :)

تحياتي

rai يقول...

rania

عمل اللازم بالنسبة خانت التعليقات

وسيتم عمل تصويت لخلفية المدونة حتى تعم الديمقراطية :)

شكرا للزيارة



Eng.S

شكرا لك عزيزي سالم
خذ حذرك فهناك من يتصيد زيارتك :)



Hayat

العزيزة حياة اشكرك على التذكير بحقوق الانسان التي وحدت الاخلاق حتى لايكون على ناس حرج , وتم عمل التصويت للخلفية :)

atsuma the free man يقول...

عزيزي الشاب علي


ان الموضوع رائع...وقد سبقتني انت به

في الواقع كنت اريد انا ان اكتب عن الاخلاق
لكن طريقتك بالكتابه افضل من طريقتي التي خططت لها

و انا متفق مع حياة و رانيا في جعل الخلفيه بيضاء و الكتابه سوداء
و ان لم تكن بيضاء اجعلها بلون فاتح
كاللون الصحراوي
عيوني راحت في هذه المقاله

و لي اقتراح اخر

لماذا لا تفضح اهل البلوغات الاسلاميه و تعليقاتهم و ردودهم اللا اخلاقيه
مثل تعليقات حياتي عبث مو هدف

تحياتي

فتى الجبل يقول...

اعتقد ان الاخلاق شي يكتسبه الانسان
بمعنى ان مالها علاقة بالدين
جم واحد متاسلم واخلاقه تعبانه
وجم واحد ما يعرف الدين واخلاقه جدا عالية

rai يقول...

الرجل الحر

العين لاتعلو على الحاجب
اذ كنت تقصد ردودهم على المدونة
فكما تعلم بانهم اغلبيتهم ذو اللسنة قذره وهذا ماسينجس المدونة
اما اذ كنت تقصد بردودهم بالمنتديات فلا مانع من ذلك لتنويع بين المواضيع الجادة والمضحكة :)



فتى الجبل

عزيزي ماتقصده هو حالات معينة , فكما ذكرت بان الدين يدعو للاخلاق ويجازء من يعمل بها ويعاقب من يتركها , لذلك من يؤمن بدين واخلاقه فاسدة فهو بذلك يعصو دينه , هنا هو خارج الحسبة المذكورة بالمقال :)

غير معرف يقول...

الدين أصلا ضد الأخلاق وخاصة الأخلاق العربية الكريمة. يقول صلعم انه مابعث إلا لِيتمم مكارم الأخلاق لكن في حقيقة الأمر هو فعل عكس ذلك. فالأخلاق العربية كانت تحرم أمور حللها صلعم وهدم بذلك الكثير من مكارم الأخلاق. فالأخلاق العربية الأبية كانت تلزم صاحب العهد على ا لوفاء بعهده ولكن صلعم خان عهوده في اكثر من مرة مثلا عندما نقض صلح الحديبية وايضا عندما قام بعمل هولوكوست ضد يهود المدينة وفي كل مرة كان يتذرع الذرائع لنقض عهوده التي قطعها على نفسه. مكارم الأخلاق العربية كانت تأنف قتل الأسير وصلعم حلل قتل الأسير في اول غزوة له في بدر عندما ضرب اعناق بعض الأسرى بين يديه! مكارم الأخلاق العربية كانت لاتفرق كثيرا بين الرجل والمرأة ولم تكن مهووسة بفرج المرأة وأكثر من ثلثي دين صلعم قائم على فرج المرأة. أيضا كانت الأخلاق العربية لاتقبل قتل المستجير ولكن صلعم عندما دخل مكة عمل قائمة اغتيال وأمر بقتل كل من فيها حتى ولو تعلقوا بأستار الكعبة وهو ماحصل فقد تم قتل بعضهم وهم متعلقين بأستار الكعبة.

الإسلام دمر الأخلاق العربية الكريمة وأسس مسخا يدعي الأخلاق اسماه الدين الإسلامي.


أما في زمننا هذا فالدين الإسلامي ارتبط بأخلاق الخسة والنذالة والنفاق فحرام أن يشرب المسلم علبة بيرة ولكن عندما يفجر نفسه وسط اناس ابرياء يطير بسرعة البرق الى الجنة والحور العين في انتظاره على احر من الجمر لكي يتناوب عليهم واحدة تلو اخرى. بالنسبة لي شخصيا فأنا اعتبر كل شخص متدين لا اخلاقي وهذا رأي شخصي مستعد لأن ادافع عنه لو لزم الأمر.

ليبرالي يقول...

cheb_ali

موضوع رائع كروعة كاتبه تصدق طرى على بالي معلم كان يقول لنا ونحن في المرحلة الابتدائية ياأعزائي العرب أمامكم 300 سنة حتى تصلوا لأخلاق بهايم الغرب:)

من يومها وآنا أحسب بس هانت باجي 200 سنه وفوقها كسور ماني قايل الكسور أدري وراي آلات حاسبة:)

rai يقول...

صلعم

أين انت يارجل فقد قلقنا عليك ؟
اهلا بك من جديد
عزيزي بما انك مستعد للدفاع عن رايك فاسمح لي بان افتح باب المناقشة حتى يكون عقاب لك لعدم تكرار غيبتك :)

عزيزي حتى لا نتهم باننا نعادي الدين الاسلامي ونتصيد عليه الاخطاء
نعم انا معك بانه مليء بالامور الغير اخلاقية لكن ايضا يحتوي على واجبات اخلاقية يامر بفعلها
فصلة الرحم
ومساعدة المسكين
وازالة الاذى عن الطريق
وعدم الجلوس بالطرقات
تلبية الواجب
...الخ من الامور التي ارى بانها متلازمة مع الانسان مهما كان دينه لكن حتى اكون عادل فقد وضحت في المقال بان الدين امر ونهى وصقل الاخلاق
ولم ياتي بالاخلاق .





lipraly

شكرا لك على الاطراء
انا سانتظر الـ200 سنة بدون كسور لارى صدق نبوءة مدرسك فقد يكون هو المنتظر :)

غير معرف يقول...

شكرا على السؤال عزيزي الشاب علي اقدر منك ذلك وظروفي للأسف لاتسمح لي بمواصلة الكتابة اسبوعيا

بالنسبة للدين الاسلامي وغيره من الاديان ففعلا هو صقل بعض الاخلاق ولكنها اخلاق كانت اصلا موجودة اما في المجتمع البدوي او في الاديان السابقة للاسلام مثل اليهودية والمسيحية. من الملاحظ ان اكثر ذلك الصقل الاخلاقي كان في المرحلة المكية عندما كان صلعم مستضعفا ويحاول ان يجذب اليهود تارة فالمسيحيين تارة وهكذا. تدمير الاخلاق جاء في المرحلة المدنية عندما قويت شوكة المسلمين ولم يعودوا بحاجة لاستجداء الاتباع بل كانوا بجبرونهم على الاسلام على طريقة "اسلم تسلم".


ارجو ان تستمر بكتاباتك فانا اقرأها جميعها واجدها ممتعة جدا ومتوازنة وتأتي بطرج جديد