بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠٠٩-٠٧-١١

قاموس الهلالي للجاموس العرعري

لغتنا العرعرية عسر لا يسر
---------------------------

في التاريخ والجغرافيا والبشر

عرعرستان = مملكة العرعر الوهابية

عرعوريا العظمى = دولة الخلافة والخرافة للعراعير
يعيش العراعير في العصر الرملي
العصر الرملي = قبل العصر الحجري بمحطتين
عرعر = عرّة الشعوب

عراعير = المهاطيل من مملكة عرعرستان
عرعور = مفرد عراعير
عرعورة = مؤنث عرعور
عراعيرو = دلع عرعور

العرعرية = البربرية الأصولية

البربور = العرعور الأصولي

في المصاروه

متعرعر = مصري متلزق في العراعير
عرعري = مصري عايش هناك وفرحان بنفسه
عرعري عره = مصري معلق علم عرعر في عربيته
مستعرر = مصري لابس دقن وجلابيه قصيرة
مستعررة = مصرية لابسة حجاب
مستعررة أوي = مصرية لابسة نقاب
عرمجي = متعرعر عربجي الفكر
عرعرص = قابض البتروريال مقابل بيع ضميره
معرعرص = مدافع عن العرعر وفكرهم بالبتروريال

في إخوان السو

الجعر عرة عرر المتعرعرين = من قال طظ في مصر

المضل العام = المخفي عاكم طز

الأخوان المتعرعرين = أتباع الجعر المذكور أعلاه


في السياسة

التعرعير = فرض العرعره بالقوه الحيض-أرضية


العرعرية = الهمجية والبربرية من مملكة العرعر

العرمجة = برمجة العقول علي التعرعر

العرعرة = لحس عقول الشعوب باسم الدين
الإستعرار = الإستعمار باسم الدين

الإنعرار = الانسياق الأهطل خلف الدعارير

التعرعر = الرضوخ طواعية لاحتلال العرعر



في التمشيخ
العوالم = مدعي العلم
أصحاب السماجة الشخوخ = مدعي التمشيخ
شخوخ الفته = طباخين الفتوى بالمقاس

الجعرور = من يجعر في ميكروفونات الزوايا عبطاً
البدعة الكبرى = الحجاب والنقاب وباقي الزبالة
الخدعة الكبرى = الخلافة الوهابية

الهيئة = الأمر بالفستاكوليا والنهي عن الزلابيا


في الفضائيات

دعرور = واحد بيفتي في الفضائيات العرعرية

دعرورة = داعرة أصبحت داعية ببركة الجاز

دعر = أي جعر يصدق الجوز اللي فوق
دعرار = ممارس للدعاره الفكرية الوهابية

في التعليم

المعرره = مدعرة الفكر العرعري
العررخانة = مدارس تلقين المعررة
معررات = ما يدرس في العرعرخانات

الأدعر اللطيف = كتّاب تحت سيطرة العرعر



في الجاز

حيض الأرض = النفط المقدس
البتروريال = معبود العراعير

في الأكل والشرب والمزاج

عرعير = بيزرعوه تحت السرير

محشي عرنب = ويحشونه جله

عرمبيز = أكله صحراوية عرعورية

عنجور = في السلطة العرعرية

عرسيم = علف العراعير والمتعرعرين المفضل

عرنديب = مشروب عرعري مسكر
مخدراتهم = عرعشيش - عرافيون - عروين

كركر = فكر التخدير العرعري



في الطب عرعرينا = مرض يصيب خلايا المخ الفارغ
عرعريكا = إنهطال المتخلفين بالعرعر

عرطان = مرض ينتشر في العالم الإسلامي

معرور = مصاب بالعرعرة العقلية
الإنعرار = الإصابة بداء السعار العرعري
أنفلونزا العراعير = أنفلونزا خنازير العرعر

التبعرر = شرب بول البعير

بعرور = شارب بول البعير للتداوي
عرعوميتر = أداة لقياس درجة التعرعر في الدم
عرعولوچي = علم البحث في وباء التعرعر
الأنتي عرعر = دواء العرعره... العلم الحقيقي
الأنعرعرة = التحرر من العرعرة... الفوقان


في النت

هاكعري = هاكر عرعور حقير

عديم المنطق والتفكير


باكورة قاموس أدونيس

الاطمعزاز هو اقصى حالات العرعره
====================================

بعد الإستأذان من الزميل العزيز حسن الهلالي قمت بنشر القاموس الهلالي للجاموس العرعري بعد أن تأكدت من محتوى القاموس ومناسبته للحياة الواقع وتم ذلك بعد وصول العديد من الرسائل الإلكترونية أثر نشر المقال السابق المتعلق بالوهابية الذي أكدت صحة مصطلحات القاموس لذا وجب النشر حتى تعم الفائدة للجميع , بالمناسبة لا ننسى دعم الدكتور القمني .

الوهابية، طاعون الامة الاسلامية


الوهابية انفجرت مع نافورة الزيت، التقت مع عقلية إسلامية مشلولة فأنتجت تنطعا.
إسلام البحيري

جمعنى منتدى علمى فى إحدى الجامعات الأجنبية فى الخليج مع باحث غير عربى متخصص فى الإسلاميات وقد تابع بشكل ما تجربتنا فى اليوم السابع التى لا تزال فى مهدها، وقد وجه لى ثلاثة أسئلة مقتضبة فى لقاء لم يستغرق دقائق فقال لى: ماذا تنتظر من وراء ما تكتب؟ فقلت: التحرر من سلاسل وأغلال التراث وتلمس روح التطبيق الأول للإسلام من خلال لحظة تاريخية توافق تركيبات حياتنا المعقدة, فسألنى: لماذا البدء من التراث وليس من الواقع المعقد؟ فقلت: لأن ذلك السبيل الصحيحة لأننا لو بدأنا من الواقع المعاصر لكان فى نظرى كمن بدأ تنظيف سلم من آخر درجاته فكلما صعد درجة لينظفها أهال التراب والقاذورات على ما كان نظفه من قبل, والحل الوحيد أن يبدأ السلم من أعلى درجاته, فسألنى سؤاله الأخير: ما هى أكبر العوائق بنظرك التى تحول دون التأثير الذى تنشده؟ فقلت له: عائقان فقط.. عقلية المسلم المعاصر والوهابية.

نعم لأن الوهابية هى الضربة القاصمة التى تلقاها المسلمون بعدما تشكلت بذرتها وأثمرت ورقتها مع إمامهم «محمد بن عبد الوهاب», ومع انفجار نافورة الزيت تحت الصحراء الوهابية كان التحول الأكبر فى تغلُّب الوهابية على الجميع, فقد انساحت أفكارهم بكل الوسائل, فى الإعلام، فى شرائط الكاسيت، فى الكتب، فى الإنترنت، فى دعم المراكز الإسلامية فى أوروبا وأمريكا, وحتى باستخدام البشر من خلال أزلامهم وأذيالهم فى كل مكان، ما أنتج عقليات مسلمة مغيَّبة لم تعرف العظماء الحقيقيين كرفاعة الطهطاوى ومحمد عبده ومَن بعدهم, ولكنها أصبحت تعرف جيدا أسماء «محمد بن عبد الوهاب», «ابن باز», «ابن عثيمين», «ابن جبرين» وشركائهم, ورغم أن المسلمين فى حالة خراب عقلى من قبل الوهابية فإن ظهورها وتمكنها فى القرن الماضى أكد على انعزالية المسلمين وساعد فى تخلفهم عن ركب الأمم العظيمة التى قادت العالم وتقوده إلى الآن.

وتلاقت الوهابية بالضرورة مع عقلية إسلامية مشلولة وجاهلة وفارغة وكان هذا التلاقى قاسما مشتركا اعتمدته الوهابية لإنتاج هذا التشدد والغلو الذى دمر حياة المسلم المعاصر, والغريب أن نجد البدو الأعراب قد تسللت ثقافتهم إلى مصر فأصبحت للوهابية سوقا فى مصر وشيوخا من أزلامهم تفتح لهم القنوات ليُفتون ويُستفتون, وصدروا لمصر ولغيرها دينهم الجديد, دين القشور, دين تقصير الثوب وإعفاء اللحى والسواك الظاهر فى جيب الصدر, ومن عجب أن تجد أزلام وأذيال الوهابية فى مصر يتأسون بسنة أسيادهم البدو فيلبسون ملابسهم ويضعون على رؤوسهم هذه الـ«الطرحة» البيضاء البلهاء القبيحة, ليؤكدوا مدى ولائهم ومدى انسحاق الهوية المحلية -فى مصر أو غيرها- أمام الاكتساح البدوى البترولى, رغم أنه لو تخيلنا أن العكس قد حدث وقرر شيخ وهابى هكذا فجأة أن يرتدى مثلا زىَّ علماء الأزهر «الجبة والكاكولة» أو ملابس علماء الزيتونة فى تونس, لأقام الوهابيون عليه الحد, ولكن الانسحاق يأتى دائما من الطرف الأضعف, وهذا الانسحاق لم يتوقف على أذيال الوهابية القابضين من خيراتهم ولكنه انسحب على أجيال من تلامذة هؤلاء حتى إننا لنجد الشباب الذى يقولون عنه بالتعبير الوهابى «ملتزم» نجده يقصر «البنطلون» و«يقصه» مثل الأبله السفيه, ليقدم أسوأ صورة عن المسلم فى كل مكان, كما انتشرت بين البنات والشابات الجلابيب السوداء اعتقادا منهن أنه اللون المعتمد للنساء الملتزمات.

وقد أنتجت وأفرزت كل هذه التفاعلات بين العقلية الشلَّاء للمسلم, وبين دين التشدد الوهابى فقها ومنهجا يحرم كل شىء فى حياة المسلم دون أدنى نظر أو فهم أو تماس مع واقع الحياة المعقد والمركب.

فكل حياة المسلم تقريبا أصبحت فى حرام: التلفزيون حرام- السينما حرام- الغناء حرام- الموسيقى حرام -الفنون بكل أشكالها حرام -الرسم حرام- الصور الفوتوغرافية حرام- التماثيل شرك وجاهلية- الاختلاط بين الرجال والنساء حرام- العمل فى مكان به اختلاط حرام- البنوك حرام- العمل فى البنوك حرام- الاستثمار فى البورصة حرام- الصحافة حرام- الإنترنت حرام- خروج المرأة حرام- خروج المرأة للصلاة مكروه جدا-كتابة الشعر وقراءته حرام- مصافحة النساء فجور-كشف وجه المرأة سفور وفسوق- أخذ المرأة بضع شعرات من حاجبها يدخلها النار ملعونة مع كفار مكة- حلق اللحية للرجل حرام- الموبايل بالكاميرا حرام- خاتم الخطبة والزواج «الدبلة» حرام- الذهاب للمصايف حرام- القروض المالية حتى للمحتاج حرام- عمل المرأة حرام- الأفراح والأعراس المختلطة حرام- ارتداء المرأة الألوان الزاهية حرام - لُعَب الأطفال كالشخصيات الخيالية والعرائس للبنات حرام بل تطرد الملائكة من البيت- أفلام الكرتون حرام وقد طالب الشيخ الوهابى «المُنجد» أخيرا فى فتواه بقتل «ميكى ماوس»- السفر إلى بلاد الخارج للسياحة حرام- سفر المرأة بدون محرم حتى إن كان للعلاج أو للعلم أو حتى للحج حرام- الفكاهة «النكتة» حرام لأنها تعد كذبا- الرياضة للمرأة حرام- تولى المرأة الولايات العامة أو القضاء حرام لأنها غبية وناقصة عقل ودين- تعطر المرأة زنا وحرام..إلخ.
وهذه التحريمات باختلاف أصولها وفروعها وأنواعها هى جزء من كل, وهى نتاج لأشد الآراء التراثية غلوا مخلوطة بنتاج آراء «ابن تيمية» مُنظِّر الوهابية غير المباشر، وصولا إلى إبداعات الوهابية المعاصرة لكى تنتج ما ذكرنا مثالا مبسطا عليه، حيث إن التحريمات فى حقيقتها أضعاف مضاعفة لما سبق, فكل الصغائر والفروع والأشياء المستجدة هى حرام بداءة حتى يثبت العكس, ما أدى إلى خلق عقلية مسلمة مشوهة تسأل فى كل صغيرة وصغيرة، وتراجع عن الصورة الهدف الأسمى لوجود الدين فى الأرض.

وحتى على الجانب التنظيرى الفكرى فقد رسخت الوهابية فى عقول المسلمين أنها الفرقة الناجية, واختطف فقهاء الزيت مفهوم «أهل السنة والجماعة»، وأصبح الوهابيون هم أهل السنة وما عداهم فهو ضال مضل فاسق, فكل المذاهب الفقهية خاطئة إلا هم: الحنفية مبتدعون- الشافعية والمالكية على غير هدى- المعتزلة كفار- الظاهرية مبتدعون لا يعتد بخلافهم-الصوفية ملاحدة وكفار-الأشاعرة والماتُريدية ضُلَّال فُسَّاق «وبالمناسبة كل علماء الأزهر الشريف تقريبا من الأشاعرة والماتُريدية, لذا نجد الوهابيين يصرحون تارة ويلمحون تارة بأن علماء الأزهر ليسوا على العقيدة الصحيحة»- فقط يدَّعى الوهابيون أنهم حنابلة والحقيقة أن «أحمد بن حنبل» منهم براء, أما شيخهم غير المباشر «ابن تيمية» فهو الذى لقبوه بشيخ الإسلام ووضعوا رأيه فوق كل أحد وعلى رأس كل قول- وسيأتى مقال نفرد فيه لابن تيمية وحده- أما محمد بن الوهاب فهو الأيقونة التى أعطتهم شرعية تكفير المخالف بل قتله إن استطاعوا, ولم لا وقد فعلوا ذلك من قبل, ولذلك نجد الوهابية قد تلقفت الاتهامات القديمة الجاهزة وأزادت عليها التُّهم المستحدثة لكل مخالف لهم فهو إما: «معتزلى- مبتدع- زنديق- ملحد- رافضى-أشعرى» بالإضافة إلى التُّهم الجديدة: «علمانى- ماركسى- مادى- ليبرالى- عقلانى» فهذه الاتهامات وملحقاتها هى الرشاش الذى يبصقه الوهابيون وصبيانهم فى مصر فى وجه من يخالفونهم أيا كان نوع المخالف أو المخالفة, فهم على استعداد لسب أى أحد فى عرضه وشرفه ودينه فى ثوان معدودة إذا استبان لهم أنه اجترأ على مخالفتهم, والغريب أنهم يبيحون لأنفسهم سب الآخر ورميه بالفسق والكفر والجهل والبدعة والعلمانية وذلك من السلف والخلف على سواء ولا يحتملون هم ولا تلامذتهم أن يُخالف أو يُعارض واحد منهم وكأن الناس كلها مستباحة وهم آلهة منزَّلة, كل الناس مخطئة وهم وحدهم معهم الحقيقة, كل الناس لا تعلم وهم فقط الذين يعلمون, كل الناس تفرط فى دين الله وهم فقط الذين أوحى الله إليهم بالدفاع عن دينه, كل الفِرق والمذاهب والجماعات هالكون وهم الفرقة الناجية هم المهدية هم أتباع الرسول وكل المسلمين مبتدعة, وذلك دينهم الذى ينشرون.

نتاج الحقبة الوهابية السوداء والمستمرة:
تكفير وتبديع المخالف ابتداء من العقيدة التى أضاع المسلمون فيها مئات السنين من السفسطة الفارغة, ولكن كل الفرق وفى أسوأ أحوالهم لم يكفروا المخالف مثلما يفعل الوهابيون وقد انساح ذلك الفكر على العقل المسلم فأصبح انتهاك شرف وعرض المخالف مباحا فى شرع الوهابية ومباحا عند كل مسلم يتخيل أنه يدافع بهذه البذاءات عن دينه.
اتساع دائرة التحريمات المختَلََََقة كبقعة زيت آخذة فى التمدد بلا هوادة على أيدى فقهاء البدو الأعاريب وأيدى الأذيال والأتباع ما أدى إلى ترسيخ أوهام فى العقل المسلم أن تلك التحريمات من دين الله وشرعه بل هى فى حقيقة الأمر من دين الوهابية وشرعهم فالله فى التنزيل الحكيم يقول: «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ» النحل 116.

احتقار النساء بشكل فاق كل تصور حيث دمج الوهابيون ثقافة البدو المتغلبين على النساء بحكم القبيلة وخلطوها بأحكام الفقه وخلقوا منها جزءًََا مهما فى دين الوهابية, وليس هنا مجال لإفراد الحقائق والبليَّات فى هذا الجانب ولكن الأسى الحقيقى أن أحكام القبيلة تماهت بأحكام الدين وأصبحت الوهابية تغزو كل البلدان شرقا وغربا من خلال قنواتهم ودروسهم ومن خلال هذه الأشياء التى تخرج لتفتى فى الناس حسب شرع الوهابية.
اختفاء وتوارى المعنى الحقيقى للإسلام وهدفه فى إقامة العدل والحرية والمساواة والإخاء والتسامح, وظهور القشور الغبية كتقصير الثوب وإعفاء اللحية وحف الشارب ووجوبية الختان للإناث, فأصبح الإسلام دينا مفرغا من داخله يمثل طقوسا شكلية فقط لا أكثر.

أما الإشكالية الكبرى التى آتت أكلها من ثمار الوهابية فهى الفكر المتطرف الذى تحول اصطلاحيا فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى إلى مصطلح الإرهاب حاليا, فقد كان شيوخ الوهابية حينها يتباهون بشحن هذا الفكر وتجهيزه بالعدة الفكرية والفقهية وكان مصطلح الصحوة الإسلامية هو المصطلح السائد حينها, فلما فرغت أيدى شباب الصحوة مما كان يشغلهم انقلب السحر على الساحر وضرب التطرف معاقل الوهابية التى كانت فى السابق بلد المنشأ لهم على طريقة «علمته الرماية فلما اشتد ساعده رمانى» فعادوا ليضربوا الوهابية بنفس السيف الذى تعلموه وشربوه من ذات شيوخهم سيف التكفير, ويالها من مفارقة أن يتذوق الوهابيون بعض ما عملت أيديهم ويحاربوا بنفس الذى كانوا يحاربون به بالأمس, نفس الآيات وذات الأحاديث «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده», نفس الفتاوى والأفكار التى كان يتغنى بها شيوخ الوهابية فى شرائطهم ومحاضراتهم فى بداية الثمانينيات, والمفارقة الأعجب أنهم ذاقوا نفس البذاءات التى علموها لهم, الآن يتحدث شيوخ الوهابية عن آية «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» وكأن هذه الآية أنزلت من قريب, الآن يتحدث شيوخ الوهابية عن احترام العلماء وتوقيرهم وهم الذين علموهم كيف يسبون المخالفين ويفحشون فى أعراضهم, الآن رجع الفكر والفقه الوهابى للفتاوى حسب الطلب, ومما يثير الضحك هو حالة الشيزوفرينيا الحادة «الفصام» التى أصبحت عليها الوهابية, فلو قُدِّر لأحد أن يسمع محاضرات الشحن المعنوى أيام الصحوة لما صدَّق هذا التغير بل الانقلاب من الوهابية على آرائهم القديمة, ولكن الوهابية فى ثوبها الجديد عند من انقلبوا عليها وهابية مداهنة تأكل بعضها وتكذب نفسها.

ومن جراء التراث الثقيل الذى كبَّل الإسلام ثم بفضل ظهور الدين الوهابى وامتلاكه زمام الأمور لم يقدم المسلمون منذ عصور سحيقة شيئا نافعا للإنسانية, فماذا قدمت هذه الأمة للعالم الذى تعيش فيه؟

لقد أصبحنا بفضل الوهابيين عالة على الأمم فى هذا الكوكب, بفضل الوهابية تمكنا من تحقيق النصر الكبير وإثبات أن السواك أفضل من معجون الأسنان, بفضل الوهابية استطعنا أن نشق طريقنا لإثبات أن الأرض لا تدور كما كتب زعيمهم ذات مرة فى كتاب مطبوع ومنشور, بفضل الوهابية أصبحنا فراغا كبيرا موجودا على هذه المنطقة من العالم, فالوهابية التى تنعت الغرب دائما بالغرب الكافر الملحد جعلتنا نأخذ من هذا الغرب الكافر الملحد كل ما يقيم حياتنا, بفضل الوهابية انزوى العقل المسلم وانشغل بذاته ليلا ونهارا وأصبح يتمحور حول نفسه وأصبح الإنسان فى الغرب الكافر الملحد ينشغل أكثر بمجتمعه وبتقديم شىء نافع للإنسانية, ورغم أن القاعدة الفلسفية تقول «الكل أكبر من مجموع أجزائه» إلا أن الجزء فى المجتمع المسلم قد دمر الكل فأصبح المجتمع المسلم عالة لا يقدم شيئا للعالم, فما بين فتاوى الطهارة والبنوك وعدد مرات الطلاق وفتاوى رمضان ثم فتاوى الحج يمر العام تلو الآخر والوهابية تخوض على قنواتها حروبها المقدسة الطاهرة عن نمص الحواجب والنقاب ذى العين الواحدة وتبرج النساء وفتنتهن وحرمة الموسيقى وقتل «ميكى ماوس», وحتى المنظومة الأخلاقية الحقيقية للإسلام السمح والراقى والعقلانى لم نستطع أن نقدمها للعالم بل الحزن والأسى أننا قدمنا لهم «ابن لادن» و«أيمن الظواهرى» و«الملا عمر» قدمنا لهم ما جعلهم لا يصدقون أن الإسلام بخلاف ذلك, هذا ما جنته الوهابية على الإسلام وعلى المسلمين, نحن قدمنا لهم ثقافة الخرافة والدجل والسحر التى انتشرت وتوطدت فى العقل المسلم بفضل شاشات الوهابيين التى تأخذك إلى النار, والغرب قدم لنا السحر الحقيقى قدم لنا قطعا من البلاستيك نحفظ عليها فى حلنا وترحالنا أطنانا من الكتب وقدم لنا قطعا أخرى من البلاستيك نتكلم بها ونتواصل من خلالها فى أى مكان من مشارق الأرض ومغاربها, قدم لنا الغرب الكافر الملحد النموذج الكامل فى النجاح فى كل شىء, وقدمنا له بفضل تقديس تراثنا الثقيل قديما والوهابية حديثا نموذجا للفشل, والوهابيون رغم كل ذلك مازالوا يلعنون الغرب الكافر الملحد والشرق الأقصى أيضا الكافر الملحد صباحا ويشترون ليلا طائراتهم وسياراتهم وأدويتهم, الوهابيون يذهبون للعلاج فى مشافى الغرب الكافر الملحد ويدعون عليهم فى صلاتهم أن يبددهم بددا ويحصيهم عدداً, وما ذلك إلا حصائد ثقافة النفاق والانتهازية التى أشاعها الوهابيون, فهنيئا للغرب والشرق ما قدموه للإنسانية وهنيئا للوهابيين بتقصير الثوب والـ«شورت» الشرعى.

وكما قلت لصديقى الباحث البريطانى أؤكد مرة أخرى أن العائق أمام أى تقدم منشود فى هذه الأمة هى الوهابية والعقلية الإسلامية التى لم يعد فى مقدورها أن تتخيل أن السابقين بشر, وأن التراث من صنع رجال أمثالنا, هذه العقلية التى آمنت بقاعدة «أبى حامد الغزالى» «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» رغم أن الغزالى كان يقصد بها قضية فلسفية لا مجال لذكرها هنا, ولكن المهم أنها انسحبت على الفكر المسلم لتعطى للأولين قداسة ولعقولهم عصمة, فلما اجتمعت وتلاقت هذه القواعد البالية مع الوهابية كانت نقطة الفناء التى طمست روح الإسلام وشوهته, وإنى لأذكر كلمات ما زلت أسمع صداها من العالم الفرنسى وأستاذ الفيزياء الحيوية «عبد الحق جيدردونى» الذى دخل الإسلام من بابه السمح من باب التصوف وهو يقول: «إن أوروبا تحتاج المنظومة الإسلامية السمحة الآن أكثر من أى وقت مضى».
الإسلام هو آخر فرصة حقيقية أعطاها الله للإنسانية ولكن أثقال تقديس التراث وحماقة الوهابية أضرا بنمو وازدهار هذه الفرصة قبل أن يضرا بالمجتمع المسلم فالوهابية هى خيمة الظلام التى حطَّت على العقل المسلم.

ومن الصدف الموضوعية أننى أجد تشابها كبيرا بين نوافير الزيت الذى نفر تحت مجالس الوهابيين وبين عقولهم وآرائهم, الاثنان خرجا من تحت الأرض بنفس سرعة الطفو المؤقت, نفس اللزوجة, نفس الرائحة العفنة, نفس التلوث الذى يحدثانه, ونفس اللون الأسود الظلامى, وكما سيختفى البترول يوما ما, أثق أن الوهابية ستندثر فى يوم قبله.

المقال للأستاذ الفاضل إسلام بحيري . جريدة اليوم السابع . الخميس 18 ديسمبر 2008. "المصدر من موقع الذاكرة"
===================================================================

خلال تصفحي اليومي للأنترنت والذي أصبح أكثر صعوبة من ذي قبل بسبب الحجب الواقع على المدونة وبسبب جهلي البسيط بأمور البروكسيات وماشابهها من علوم القرصنة والإختراقات اصبحت مشاركاتي قليلة لكن زياراتي لم تنقطع , فتحت موقع الذاكرة الشهير فإذا به قد حجب لدينا بالكويت وهو لايتعدى موقع يحوي مقالات علمية فلسفية نقدية تاريخية ..الخ أنصدمت لمدة ثانيتين حتى تذكرت بأني بالكويت المتعرعرة التي قد زاد بها التعرعر حتى اصبح الأمر مقرفا بالتشبه بالهيئة "الوهابية" دعوني أسميها بهذا الاسم حتى أغيض بها زميلين سعوديان تعرفت عليهم بأحدى سفراتي لبلاد الكفرة لا أعلم إذا الأثنان يعرفان بعضهم أم لا لكنهما يتشابهان في محبتهم لمحمد بن عبد الوهاب وقد يتمادى بالصراخ ورفع اليد في حالة لو مس النقاش شخص محمد من عبد الوهاب طبعا في بلاد الكفرة شكوى واحدة عليهم حتى يردا الى بلدهم بعد ضرب مؤخراتهم , الزميلان "س" و "ص" الأول دار بيني وبينه نقاش عن محمد بن عبد الوهاب وبالحقيقة النقاش قد كان عن تاريخ المملكة لكن ذكري لكلمة "الوهابية" هي ماجعلته يثور بشكل حاولت فيه أن أخفي ضحكتي وللعلم أن "س" ينوي أن يكمل دراسة الماجستير هناك وهو الذي يجب عليه معرفة أصول المناقشة لكن الزميل أنصب يكيل التهم بأني كويتي و بأني شيعي و بأنه كان يعلم بأني حاقد على المملكة لكن تقيتي منعتني من إظهار الأمر :) أما "ص" فهو كان العاقل بينهم لكن غيرته لم تمنعه من التطفل في نقاش دائر بيني وبين أحد الأصدقاء هناك حول الزميل "س" ومدى تعلق الزملاء السعوديين بمحمد بن عبد الوهاب حيث فزع باقي الحضور مع الزميل "س" طبعا عندما أتحدث عن محمد بن عبدالوهاب فأنا أتحدث عن فكره فقط وليس لي علاقة بشخصه لكن الزملاء ومن بينهم "ص" قد حاولوا تبيان مدى صحة الفكر "الوهابي" والذي ينكرون تسميته بهذا الأسم الذين يرونه تصغيرا لشخصه "ص" خريج شريعة وينوي إكمال الماجستير أيضا لكن الحديث معه كان مشوقا فبحكم دراسته هناك بالسعودية والتي هي مشابهة للجارتها الكويت فالمناهج العلمية والتاريخية ناقصة ومحجوبة منعا للفتنة وللفضيحة لذا كان الحوار معه متعة فقد كنت أضع أمامه المراجع التي أستند إليها وبعضها يحوي عن الفكر العلماني وبعض الديانات المنسية وكان إستنتاجه بأن الفكر العلماني هو عمل صهيوني لإضعاف المسلمين وبأن الديانات المنسية مثل الإسماعيلية بأنها طائفة شيعية فقط !! محاولتي له ولباقي المستمعين تبيان ضحالة الفكر "الوهابي" وعدم مناسبته مع العالم الغربي بحكم تبنيه لعادات الجزيرة العربية البدوية وجموده الغير قادر على مواكبة التطور وهو بالحقيقة لم يكن لينتشر للبلدان المجاورة لولا البترودولار والبروغاندا الإعلامية التي ساعدته بالإنتشار سريعا حتى وصل لأمريكا الشمالية والجنوبية وروسيا واستراليا بنفس الفكر البدوي وهذا بدوره ماجعل تضارب الافكار هناك تؤدي للمشاكل فتخيل شخصا يعارض خروج أخته مع صديقها او زوج يعارض عمل زوجته او أب يمنع قيادة أبنته للسيارة , أعتقد بأن المقال أعلاه يكمل مايجول بخاطري الذي تشتت بعد تدخيني التبويقه و أيضا عناد لمن حجب الموقع .



٢٠٠٩-٠٧-٠١

حرية النص كم !!



إنتظرت فترة كافية لأستطلع أراء الكثيرين على ما ذكره الرئيس الفرنسي بشأن النقاب وقد كانت ردة الفعل للعالم العربي"المسلم" كما هي متوقعة ومشابهة لأختها قضية حجابي فالأغلبية أعتبرت ماذكره الرئيس الفرنسي إعتداء على الحريات وقد وافقتهم بهذا الشق حيث أن اللبس أعتبره من بديهيات الحرية ولا دخل لأحد فيه فلو وضعت قرن بقرة على رقبتي او بسيارتي دون إحداث اي ضرر بأحد هنا ليس لأحد الحق بمحاسبتي الا لو و أشدد على لو والتي هي الشق الثاني المكمل لرأيي أن قانون الدولة العلماني القائم على نبذ كل ما يشير للأديان وهذه ميزة فكما نقول بالخليج "الباب الي يجيك-يأتيك- منه ريح سده وستريح"





تلك الميزة يخبرني بها صديقي mélange وسبب تسميتي له بهذا لأنه خليط بين أب فرنسي وأم مغربية تخرج صديقي من جامعة مونتيبلي بتخصص الحقوق او مايسمى القانون وعمل هناك في فرنسا أتى لزيارتي هنا بالكويت منذ ستة سنين بعد قضية حجابي بشهرين تقريبا , كانت نقطة أن الحرية هي عدو للأديان هي محور حديثنا فبعد مشاهدة صديقي للوضع بالكويت خلال زيارته القصيرة لمدة اسبوع وتحسره على الكثير من حقوق الإنسان المسلوبة و مجلس أمة مفترض يه حماية الحريات أصبح يشكل لجان لحقوق الأنسان مسلوبة لحقوقها الأصلية وشعب لا يعلم إلى الأن ماهية الحرية ويعتقد بأنها لبس وسماع وشرب وتحدث بما يحلو لهم متناسين او تم إنسائهم وهذا هو حال أغلب شعوب الوطن العربي التي خدرت-بفتح الخاء-عقولها حتى لاتعيش واقعها المر الذي يزداد مرارة ينافس بها الزقوم , أكثر ما أثار غضبنا هو ردود صديقين لي دعوتهم للتعرف على صديقي مولانج هذان الصديقين من أتباع قائمة جامعية معروفة بالوسط بين الأمور وأحدهم قد كانت له مدونة يوضح بها كيفية إمكان علمنة المجتمع الكويتي بما يناسب الدين الإسلامي !!



نرجع لردود هذان الإثنان والتي هي مشابهة لفكرة علمنة المجتمع الكويتي او لنقل هي مع ذكر مساوئ القضية الفرنسية حتى يكتمل النقاش البيزنطي لأنه بالنهاية غضب أحدهم حين رسم مولانج رب الذي غضب بشكل إباحي !!


يشرح لي مولانج بأن فرنسا أصبحت دولة متعددة الأعراق و جاذبة للمهاجرين حيث وفرت الحماية لهم وذلك بأعطاء الكثيرين للجنسية الفرنسية وفق قوانين تندرج تحت باب الولاء للدولة , تقوم فرنسا على ثلاث كلمات وهي نتاج ثورات قامت للبحث عن تلك الكلمات (الحرية – الإخاء – المساواة) وبذلك تحفظ حقوق الكل من مواطنين ومهاجرين ذكورا كانوا أم اناث معتنقين ديانة أو لادينين مؤمنين أو ملحدين الكل دون إستثناء تحميه تلك الكلمات الثلاث , مالم يتعود عليه المهاجرين ويخص مولانج العرب بالذات بسبب تربيتهم المسلوب منها معنى كلمة حرية هو تفاجأهم لمدى إتساع معنى كلمة الحرية بفرنسا ومحاولة ربط ماكان يقال لهم عن بعض الممارسات التي تنافي عاداتهم العربية والاسلامية فلذلك يدعون بان هذه الحرية لا تناسبهم وطبعا مولانج قاس صدمة العربي المسلم الثقافية ببعض معتنقي الاديان الاخرى ايضا وهذا ماجعل الوضع بفرنسا متأزم قليلا حيث لم ينصاع الكثيرون لمبدأ العلمانية والتي تقدسه الجمهورية الفرنسية وكيف لا وقد استشهد وقتل الالوف حتى يطبقوا مبادئ العلمانية .


عدم إنصياع الكثيرين لتلك المبادئ هو ما جعل فرنسا تضرب بيد من حديد وتغلق الباب الأتي منه الريح حتى تستريح وهذا ما شكل صدمة كبيرة لمن أعتقد بأن فرنسا الحرة ستشكل حريتها بحسب اهوائهم , نعم فرنسا منعت الحجاب ومنعت النقاب وايضا منعت الصليب ومنعت الكبة ومنعت العمامة وفق قانون معين يمنع أي شيء يدل على دين وهم أحرار في عزل الدين إجتماعيا ورسميا حيث لاتستطيع معرفة دين ومذهب أي شخص فالأوراق الرسمية منع فيها ذكر الدين لذلك وجبت قوانين فرنسا بجعل الدين أمر شخصي بحت لايبرز الا حين السؤال عنه في حديث المقاهي أو "شاي الضحى" , وعند الرجوع لمحاولة علمنة المجتمع الكويتي من قبل صديقاي أو للكل فأقول لهما "نجوم الظهر أقرب" ولا اخص المجتمع الكويتي فقط بل أشمل الوطن العربي فالواقع يقول بأنهم حتى الأن لايعلمون معنى كلمة حرية والتي بنظرهم هي أن تسمح لي بلبس الحجاب لكن لا اسمح لك بلبس الصليب !!



الحرية أن ألعنك كل يوم بالمكبرات لكن لاتتحدث عن عقيدتي !!
الحرية أن أتحدث كيفما أشاء ولك الحق بالتحدث وفق ما أشاء !!
الحرية أن أفتح منتدى لفكري لكن ليس لك الحق بفتح منتدى يعارض فكري !!
الحرية أن أنتقد رؤساء الدول أما رئيسي خط أحمر !!
الحرية أن يتحدث دكتوراه الفلسفة دون مساس معتقدات دينية !!
الحرية أن يقود الرجل سيارة أما قيادة المرأة فهي ممنوعة !!
الحرية أن يشكل مجلس شورى معين أما مجلس منتحب فهذا عمل خاطئ !!
الحرية أن نسخر من لحى البعض لكن الويل لمن يسخر من لحية صلعم !!
الحرية أن أحلل كذبة سير كريس أنجل على الماء وأشتط غضبا حين لايصدق سير المسيح !!
الحرية موافقة الأغلبية أما الأقلية "فطز" !!
الكثير من الأمثلة التي تستعدي الوقوف عندها فإما أن هؤلاء يحلمون او انهم حالمون ؟!
فالحل بسيط إما بإزالة الدين كما فعلت فرنسا أو بإزالة الدين كما فعلت تركيا !!
أو نطير للسويد ؟!