صادف خلال هذا الشهر عيد الأم او عيد الأسرة كما يحلو للبعض تسميته وهي مناسبة لتجديد الأواصر الاسرية , هذه المرة لن انتقد الدين الاسلامي حتى لايتهمني البعض بالتحيز او بانني ابغض الدين الإسلامي فاحدى الرسائل التي وصلتني تخبرني فيه باني أتكلم كثيراً عن الدين الإسلامي و أذكر سلبياته -ولو اني دائما اذكر السلبيات وبجانبها الايجابيات-فموضوعنا اليوم يتطرق عن الأم والاسرة بشكل عام وكخطبة الجمعة سيكون الموضوع قصير وهدفه مدلول وتمت كتابته خلال العمل بشكل سريع .
حب الأم برأي الشخصي لايحتاج الى عيد حتى يتجدد-لايعني هذا انني معارض للفكرة العيد-فحب الأم الواجب أن يكون دائم وذلك بسبب حملها لك وسهرها عليك ومداراتها وخوفها ومحاولتها لحمايتك , الأم مرتبطة ايضاً بالأسرة والمكونة من الاب والاخ والاخت فرابط الاسرة ايضا لايحتاج الى عيد لتجديده , العيد يعتبر عامل مساعد للتعبير عن الحب الاسري كما هو حال الهدية والوردة إن مايعبر عن الحب هو الفعل والمساعدة ومبادلة ذلك الاهتمام الاسري بإهتمام مشابه له وأكثر وهو يعتبر قليلا لما تبذله الاسرة في سبيل راحتك وهذا كلنا نعرفه عن الاسرة بانها تبذل قصارى جهدها لارضائك ولسعادتك حتى لو كان ذلك على حساب راحتهم , الاسلام من اكثر الاديان حرصا على صلة الرحم والتي هي اكبر من الاسرة وتشمل الاقرباء حتى وصلت في احاديث الى اصدقاء الابوين وهذا يعتبر شيء جميل في نظري حتى ان احد الاصدقاء حاول ان يقارن تماسك الاسرة وحرص الدين الاسلامي على ذلك مع تماسك الاسرة في الدول الغربية هنا يقع الكثيرين من اخواتنا المسلمون في هذه المقارنة المغلوطة فالتماسك الاسري ليس محصورا في دين معين كما هم يتوهمون فبعتقادهم ان العالم الغربي بما انه مخالف لدينهم او لايعتنق اي دين فانه منفلت الاخلاق لايحسب للاسرة اي حساب , مايشاهده البعض على ام بي سي 2 و قناة ون وقياسهم للمجتمع الغربي بهذه الافلام لايعدو الا خداع للنفس فالافلام كلها لا تعبر عن الواقع فهنالك احصائات وبيانات يستطيع الشخص ان يقيس عليها اي مجتمع , تلك المشاكل التي تحدث في العالم الغربي هي نفسها ماتحدث بالعالم الشرقي فكما بينا في الموضعين السابيقن بان الاخلاق تكون متشابهة , اذاٍ حتى الفساد سيكون متشابهاً فمن لايزور اسرته هناك هنالك ايضا من لايزور اسرته هنا ومن يترك ابويه في دار العجزة هناك, يوجد هنا ايضا من يتركهم , فالتفكك الاسري لاعلاقة له بالدين هنا او هناك السبب من الاشخاص انفسهم وماتسمح به اخلاقهم وبحسب نمط تربيتهم .
الدين الاسلامي حرص على عدم عقوق الوالدين وحرص ايضا على طاعتهم سوى بالعبادات وبرهم في الكبر كما ربياك بالصغر وان لاتقول لهما اف و ان لاتنهرهما وساواها مع التوحيد الى هنا الامر جميل واخلاقي لكن الاسلامي لم يتطرق الى عقوق الوالدين لابنائهم !!
فقط في بعض الروايات ذكر على الوالدين ان يحسنا اختيار اسمه وان يعلماه القران وان يقوما بحسن تربيته وعدم ارغام البنات على الزنا لكنه لم توجد روايات او احاديث تبين للوالدين كيفية الاهتمام بالاولاد مشابهة للاحاديث والرويات المبينة لكيفية الاهتمام بالوالدين ؟؟
عندما يضرب الاب او الأم الابن او البنت رغبة منهم في تربيتها او محاولة الدعاء عليهم بالموت والفناء ورؤيتهم في قبورهم او جعل اطراف خارجية تتدخل في عملية التأديب ومايارفقها من تأنيب والفاظ جارحة ويصل الامر الى الضرب ايضا , عندما يكون الابوين فاسدين ولا يحسنا التربية , عندما يضطر الابوين لاستخدام اسلوب العنف لمحاولة تبيان الصح في ظل هذه الامثلة كيف سيقوم الابناء بالدفاع عن انفسهم ؟
هل يطبب على موضوع الضرب او يشتكي للشرطة او يوقفهم بصده للضرب او يضربهم ؟
ماذا يفعل ممن يغتصب من ابواه الابن او البنت ؟
ماذا يفعل ممن هجره ابواه للمتعة والسفر وتركه وحيدا ؟
ماذا يفعل ممن نسياه ابواه وحتى قالها في وجهه "انت لست ولدي" ؟
هل يعتبر من يدافع عن نفسه من والديه مجرم او مخطأ ؟
هل من يهجر والديه يعتبر فاسق ؟
هل من يرمي والديه في دار العجزة يعتبر عاق ؟
هل من يدعو ويتمنى الموت لوالديه يعتبر مريض نفسي ؟
اترك لكم الاجابة .