بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠٠٨-٠٨-٢٣

أنا أتطفل إذا أنا موجود !!


هل صحيح أن الأنسان الذي صنع العادات يضٌَحى به من أجل نفس العادات ؟!





بالامس كنت في زيارة لديوانية احد الاصدقاء تعجبني ديوانيته فهي متنوعة باصناف البشر الحاضرين مختلفين بجنسياتهم واعراقهم ومذاهبهم وحتى دياناتهم تستطيع تعلم صنوف الطبائع والعادات الجديدة , دار الكثير من النقاشات الهادفة منها والهابطة ما استوقفني من تلك النقاشات موضوعان الاول عن الردة وقد تكلمت عنه فيما سبق والثاني عن قضية الاساءة للاسلام وعلاقتها بحرية التعبير الذي يترجم معناه كل شخص بحسب نظرته لمعنى حرية التعبير وفق حدوده الشخصية مثال على ذلك عندما تتحدث عن مساوئ المسيحين في مسجد فستجد العموم سيوافق الراي بل سيزيد على رايك ولو تكلمت عن اخر صرعات الموضة وماتوصل اليه اكبر المصميمن في دوانية الصيادين فسيتم السخرية منك واذا حاولت نقد الدين الاسلامي سيتم تقنين نقدك حتى لايمكنك التنفس وتقتل مخنوقا وتكون احيانا بالمعنى الحرفي !!





وبإرض الواقع تجد مثل هؤلاء الكثير ممن كرس هدف حياته للعبث فيعيثون بالديوانية وبصفحات الانترنت فسادا من تعليقات لا علاقة لها بالموضوع ولا هدف سوى التشتيت واظهار المقدرة على الرد الخاوي حتى يبين للقراء بانه لديه خلفية للموضوع تستحق الرفس بنظري فاحد الحاظرين بالديوانية مشابه لهم وهم يندرجون من قبيلة المتطفلون وقد ذكرهم التاريخ كثيرا سأقلص المسمى الى "طفيلي" بالمفرد حتى يسهل التحدث بلسانه واليه .






من صفات "المتطفل" بانه لايعلم ما هو الموضوع اساساً تجده اما قد اصطاد بداية الحديث او نهايته فجمع له من هنا وهناك اشباه افكار رئيسة وكون له موضوع معاق كإعاقة فكره ويبدأ بالتعليقات التي تحاول نقد واظهار اخطاء الموضوع وحتى لو كانت مخالفة للموضوع الاساسي ولو شرح له الامر لا يعجبه قول الحقيقة ويبدأ بالصراخ والنعيق دون هدف لحياته ومكابرة لباقي من يحاول تبيان خطأ الموضوع الذي يحاول نقده !!

نرجع الى موضوعنا والمنشق من تطفل الطفيلي .






لاحظت بالكثير من معتنقي الديانات ممارستهم لهواية تميزهم فمعتنق الديانة اليهودية يعشق التجارة وهو مشهور بها ومعتنق الديانة المسيحية يهوى النقاش البيزنطي حول ثليث الثلاثة للألهة ومعتنق الديانة الاسلامية يموت بدباديب محاسبة والكشف عن النوايا والتي يعتقد بان الله هو الوحيد القادر على كشف النوايا !!

المشكلة هي في حالة محاسبة النوايا وجمعها مع العقاب في محاولة منهم لتصوير دور القاضي والمذنب وهذا ما كان يلمح اليه "طفيلي" في قوله بانها مؤامرة صهيونية امريكية لتشويه صورة الاسلام ورسوله التي هما ابيض من اللبن وان الله قادر على نصرة دينه ونبيه !!






اذاً لما تدع تلك المهمة لله وبواسطة جنوده المسيره والمسخره لامره بما انه هو خالقهم والمختص بمحاكمتهم-البشر طبعاً- وهو لم يجعل احداً يحكم بإسمه بالارض وهو القادرعلى ذلك .

يعتبر "طفيلي" هو وباقي قبيلته الطفيلية انهم مأمورين باوامر عليا بان يحكموا باسم الرب وينفذون اوامره السماوية التي اغلبها هم من وضعها فلا نعلم بحقيقة نزولهم من السماء او الجبل او صدور الرجال اليس من الظلم ان نضحي بعادات نحن وضعناها , نعم نعلم بانه لانصر دون تضحية ولا حرية دون خسائر لكن تختلف اسباب التضحية فهناك المجبر بالتضحية وهناك الرغبة بالتضحية .




الدين الاسلامي يهيئ للتضحية عبر اياته واحاديث رسوله حتى انه رغب معتنقيه بالتضحية ووضع جوائز مقابل تضحياتهم كحال باقي الاديان لكن ماميز الدين الاسلامي هو استعداد الرب بالتضحية بخلقه وإحظار غيرهم في حال عدم عبادة الاوليين له "و يستخلف ربي قوما غيركم " و "وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ " .

تلك الامور تجعل عقل المتدين مغسول وتبرمجه على عدم التفكير فهذه التنظيمات الايدلوجية ممن جعلت المغيبين وقودا لها استطاعت التحكم بهم وذلك وفق طرق مدروسة تهدف الى التسليم المطلق ورمي المنطق وان دعت الحاجة الى استخدام الاخير فهي ستكون وفق منطقهم المعوج بالايمان بالشيء ونقيضه كمثل "لا اكراه بالدين" ويؤمن ايضا بان المرتد يجب قتله !!



تبدا اعراض ذلك المنطق المعوج في طريقة التعتيم الوقائي "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا" والهدف منها منع الاضطرابات المصاحبة لدوران عجلة المخ والتي اثر دورانها جلوس المؤمن مع من حاول زعزعة عقله بافكاره التفكيرية والتي امر القران ايضا بالرد عليها " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا"

نرى ذلك في محاولتهم توجبه مسار الاسئلة والتي لم يفلحوا في قمعها الى الجانب الذي يتقنون الاجابة عليها وهم لن يكونوا بافضل من رسولهم فقد قال في الحديث " قال البيضاوي: عن ابن عباس سُئل النبي عن الرعد، فقال: ملَك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب - تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " .



تنبع تلك التصرفات المعوجة لمنطق المسلمين النرجسي المتشبع عنصرية وكره لباقي الامم المسنود بتصريح إلاهي "كنتم خيرا امة اخرجت للناس" فهذه الأنا ملازمة لهم ولن تتغير بحكم رؤيتهم بانهم الافضل ليوم الدين فالاكتشافات المزعومة للاعجاز العلمي بالقران والنبي وصحة دينهم واوامره وصلاحها لكل زمان ومكان كلها في نظرهم هي الافضل وباقي الخلق في تخلف وضلال وظلمة وجهل يتخبطون ولايعون مايفعلون ولايعلمون بشيء سوى الاباحية والفسق والفساد والظلم وفجور مشابه لوضع الحيوانات ومعيشتهم .

لكن كل هذا لايمنع من استيراد الادوية منهم واستيراد العلم فنحن قد صدرنا العلم بالاول لهم حين كانوا اشد ضلالا يفقتدون لنور الايمان الساطع من ديننا .




تلك هي الازدواجية التي تجعل المسلم يسب الدنمارك ويقاطع منتجات الالبان التي يستطيع ان يستوردها من اي دولة اخرى فالبقر كثير كـالهم على القلب لكن المنتجات الطبية والمداوية لامراض السكر والجهاز التنفسي فهذه يصعب الحصول عليها لذا يجوز اخذها من الدنمارك فالقاعدة تقول "الضرورات تبيح المحظورات" لذا فالضرورة تبيح لهم-الطفيلين اقصد- التطفل على النقاش العلماني لو كان في ديوانية او منتدى او مدونة وفوق تطفلهم البغيض يقومون بالرد العشوائي الخالي من اصول البحث والدال على قلة القراءة وان قرأ لاترتقي قراته لجريدة فانتظار ألبوم العفاسي والشوق لسماعه لهو اشرف من متابعة حوارات العلمانين الكفرة ومدوناتهم الخاوية , وهذه هي طريقة الاستهزاء فهي جميلة وممتعة بالنسبة لهم وهي جيدة فقد سليت نفسي بها في غيض شهر اغسطس بدل شيخ سليمان الجبيلان فالتنويع امر مهم حتى لايتملل الانسان .







============



وهذا اهداء لبعض الناس عربون حسن نية حتى لاتتم محاسبة نيتي




هناك ٩ تعليقات:

MaCHBoS يقول...

لديهم عقدة المراقب

blacklight يقول...

عزيزي راي
أشكرك على المقاله الممتازه وصراحه قد ذكرتني بالطفيليين أيام الشبكه الليبراليه الذي يأتون إلى المنتدى الليبرالي بمحض إرادتهم ويتهمون الكل بالتهجم على الإسلام والجهل بالليبراليه والعلمانيه , وطبعا ان فندت منطقهم السخيف سيتهمونك بالإلحاد والكقر ولعمري أنها حجة المفلس الذي فقد الحجه ويحول النقاش بشكل شخصاني كي يلغيك ويظهرك بمظهر السيء والشاذ .
هؤلاء تجدهم بكل مكان المنتدى , الديوانيه , التجمعات السياسيه .
لذلك عزيزي لا اخفي عليك أنني لم ولن اشارك بشكل رسمي بأي من التجمعات السياسيه الكويتيه التي تنادي بالحريات لأني على ثقه أن معظم الموجودين فيها متطفلين لا يختلفون بالأصوليه والتطرف الديني عن الإسلاميين.
مع خالص مودتي

Mozart يقول...

تعليقي انمسح فلتحل لعنه دارون على البلوغ سبوت و مشاكله

rai يقول...

machbos

تلك العقدة قد عكرت علينا صفو حياتنا




بلاك لايت

تلك المشكلة عزيزي ان دخولهم ومشاركاتهم تتم بمحض ارادتهم وفوق هذا تتم مضايقتك , اسعدني تواجدك عزيزي .



موزارت

الف لعنة على التكنولجيا التي من المفروض ان تكون راحة لنا لا عناء :)
يكفي مرورك عزيزي

المنافق يقول...

العزيز راي

أنا أتطفل إدن أنا موجود
ويرادفه شعار آخر الأحرى بنا أن نتمثله:

أنا أفكر إدن أنا مشبوه..

إن أقصى ما يجب النصال حوله في التدوينات الحرة هو حرية المعتقد، وحرية أن أختلف معك، لذا أجد في الكثير من التدوينات حملات شرسة مليئة بالسباب والصراخ والعويل..
وداك هو لغط النساء في الحمامات الشعبية..مع احترامي للمرأة الشعبية..
..
الخلاصة..أن تتطفل يعني أنك غير موجود..
تحياتي

rai يقول...

المنافق

يسعدني مرورك الكريم :)

yoohoo~~ يقول...

فيهم بارانويا و لازم يعرفون كل شي عن كل واحد لازم هالنوعية من الناس ايحطونهم بمستشفى امراض عقلية و يقطون كل واحد بدار ابروحه خل ايحاجي نفسه و بس لان الموت حرام فيهم

غير معرف يقول...

احترامى لك ولشيئ اخر

وهو حريتك التى اخترت بها ماتكون الان

حريتك فى نقد الاخر ولكن هل يتسع صدرك لنقد الاخر لك ؟

عبرت عن المسيحى بصورة بها رجل ذا قدم واحدة والاخرة فى راسه !!

فهل من الحرية الحكم على المسيحى انه مكان راسه قدم بشئ !!

لا أظن ...

على كل حال ليذهب المتطفلين والمتشدقين بالدين للجحيم !

والاحترام كل الاحترام لمن يفعل ما يؤمن به لا العكس

Bediüzzaman Saeid Alnursi يقول...

يا من تبحث عن الحرية وتهاجم الأديان

ان مثلك عندنا مثل البهيمة مع احترامي لك طبعا ( كانسان )

تاكل تشرب تقضي حاجتك والبهيمة تفعل مثلك تماما

انها تشابهك تماما ألا توافقني الرأي

عموما موعدنا معك بعد الموت عندما تنتهي حياتك القصيرة

___________________________________


اذا تعرضت لمصيبة وكل الناس يتعرضون لمصائب

فهذا اما ان يكون عقابا او ابتلاء

الابتلاء هو اختبار للمؤمن والله يعلم ما الذي ستؤول اليه حالي لكني انا وغيري لا يعلم

فمنا كثير يصبر فينال الأجر ويثبت

ومنا كثير يتجزع ويغضب فيفوته بذلك الخير الكثير

ولولا الابتلاء لما فرقنا بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف والمنافق

ان التعرض لابتلاء مع الصبر عليه هو دليل على قوة الايمان

بينما التعرض لابتلاء مع الصراخ والغضب دليل على ضعف الايمان