حرية التعبير بنظر نبيل العوضي الخفير

لم أتفاجأ ببرنامج بكل صراحة لمقدمه الشيخ نبيل العوضي فهو مشابه لبرنامج قذائف للدكتور محمد العوضي فالأول من المدرسة السلفية الوهابية والأخر من الأخوان فكلاهما وجهان لعملة واحدة الإسلام , فلو حاولا الرفع والتنزيل والتحريك وحتى الترقيع من إيهام وتدليس للناس فلن يستطيعوا تغطية شمس الحقيقة بمنخلهم , فالشيخ نبيل العوضي عكس الدكتور محمد العوضي الذي أحترم رأيه بسبب إعتداله فقط وحتى لو لم أتفق معه لأن الإحترام واجب , فهو عندما إستضاف الملحديََن لم يطلب من الحكومات او من الجماهير المشاهدة لبرنامجه أن يقيموا الحد لهذان الملحدان او بجميع الملحدين بالوطن العربي !!

آه نسيت أن أذكر فحوى حلقة نبيل العوضي المعروضة مساء أمس فهو تكلم عن الرسومات الدنماركية عن صلعم المعاد نشرها وثم قفز إلى من يشجع الدنمارك على فعل ذلك بحجة حرية التعبير , الشيخ الحبيب يعتبر الرسوم الكاريكاتورية سب وقذف !

لانلومه فهم يعتبرون الرسوم بشكل عام حرام وحتى الرسام مثل ليوناردو دافنشي سيتم قذفه بالنار بسبب عدم تمكنه من نفخ الروح بالموناليزا .



لم يقف قفز الشيخ ففي جعبته الكثير من الكلام الذي ترجمة في تقرير عن الرسومات الكاريكاتورية في المواقع والمنتديات وأغلب الصور من مدونة بن كريشان الذي عاتبه بتسميته للرب برب الرمال كما وضع صورة المدونة وصور مدونات اخرى مثل مدونة نوافكو ومدونة صلعم و مدونة راي , يتهم هؤلاء بالإلحاد والكفر والزندقة ليس بسبب رسومهم فقط وليس بسبب أنهم عرب وخليجين بل لأفكارهم ومقالاتهم التي تعارض الحجاب وتتكلم عن حقوق المرأة وأفكارهم العلمانيةونقدهم للدين والإلاه والرسل .

الشيخ معترض على طريقة حرية التعبير التي يراها كباقي المتأسلمين معوقة ومشوهة فهي تسمح لهم بسب اليهود والمسيحين ولعنهم كل يوم بصلاتهم ولاتسمح لهم بالسكن بالجزيرة العربية !!


ما أضحكني هو تفنيد كلامه بالأيات القرأنية بإعتقاده أن الدنمارك أو الكتاب العلمانيين أو الملحديين سيتأثرون مثله ومثل باقي المتأسلمين , وبطريقة تناقضية يقول أن الإسلام أرفع من أن يؤثر عليه مثل هؤلاء التافهيين المنحطين الزنادقة ممن دخلوا الإسلام نفاقاً فهذا يقوينا ويستشهد ايضا بكلام بعض السلفية ممن تمت مقابلتهم وهم بنفس فكر وكلام الشيخ نبيل , فيقول أحدهم أن مهمة هؤلاء الملحديين هو تشكيك المؤمنين بدينهم بتصيدهم بعض الأمور التي يتسأل بها العقل !!

ومن ثم يضع ذلك الشخص بعض الكتب التي كتبها أشخاص علمانيون وشيوعيون بحسب قوله تنتقد الدين وشخصياته التاريخية مثل البخاري وأبوهريرة , طبعا لم يخلوا البرنامج من مداخلات غوغائية من شاكلة من تعلق بأسوار السفارة الدنماركية وحرق أعلام اسرائيلية وأخترق موقع الشبكة الليبرالية .


وعلى مدة الحلقة ظل يردد الشيخ-الحنون المسالم حامل راية الحرية والعدل-على المشاهديين بأن يرفعوا قضايا على هؤلاء وعلى المدونات والمواقع ونصحهم بالذهاب الى المحامون فهنالك منهم من يحب الله ورسوله مستعد للترافع عنهم-لانهم ليسوا فاضيين لقصر العدل ومحاكمه-مجاناً , بل حتى أنه نادى كل من يستطيع إختراق تلك المدونات وإتلاف محتواها والكشف عن كُتابها وإبلاغ امن الدولة عنهم , الطامة الكبرى هي تحريضه على القتل ... نعم القتل الذي منعه القانون وأجرمه ويعاقب مرتكبه ومحرضه فالشيخ يطلب من الحكومات بقتل هؤلاء حتى يكونو عبرة فذكر قصة الدكتور الجامعي الذي سُجن وهومعروف لدينا بالكويت بأفكاره العلمانية وبجرئته التي يحسد عليها , يقول الشيخ أن العقوبة بمدة شَهر سجن للدكتور تعتبر غير كافية بل المفروض أن يقتل ذلك الدكتور بحكم الردة السماوي الشرعي .

إنظر الى هذه المقارنة العبيطة فالشيخ يساوي من كتب وألف البحوث والكتب المفيدة والتي أزالت ظلمة الشك وازاحت سلطة الدين على العقل وقفله بـمن أن يعيث بالأرض فساداً مثل المجرمين والإرهابين , الأول يستخدم لسانه للدفاع عن رأيه والأخر يستخدم يده أو سلاحه لجعل رأيه هو الأوحد !!

فبنظر الشيخ وضيوفه أن الملحديين خطر على الإسلام والأمة الإسلامية العمياء المخدوعة فهم-الملحدين-بإستطاعتهم تشكيك وزعزعة الإيمان وذلك بسبب نفاقهم حيث أنهم درسوا وتعلموا علومهم حتى أن بعضهم قد حفظ القرأن والأحاديث وبكل وقاحة بدأو ينتقدون الدين الذي رفعهم فلذلك رأى الشيخ أن الحد هو الحكم الواجب لهم .

طبعاً لم تخلي مسرحية الشيخ المضحكة من نظرية المؤامرة فهو يتهم العالم الغربي بالتأمر على الدين الإسلامي وبأنهم-تاركين صناعاتهم ومخترعاتهم وشعوبهم-يحاربونه بسبب معرفتهم بأنه هو الدين الحق , فل يخسئون سيظل الإسلام عاليا بعلو الله أكبر وبقتل كل من يرتد ويحاول زعزعة ديننا الثابت القويم , هذه هي عقلية الشيخ الدموية التي لم يجلبها من سوبرماركت بل من دراسته للشريعة وقرأته للتراث الإسلامي المجيد .

كلامي ليس موجها لشخص الشيخ نبيل العوضي بل الى حلقته وكلامه فهو شخصية عامة لذلك وجب عليه أن يتحمل النقد-يمكن غدأ يخرج حلقة عن حرمة التكلم عنه في غيابه-لموضوعه , فمقالات العلمانيين والملاحدة التي لم تعجبك وجب عليك الرد عليها بأقل تقدير كحال زميلك الدكتور محمد العوضي عندما استضاف الملحد وناقشه بغض النظر عن فحوى النقاش فالحكم يكون للمشاهد والمستمع , لكن أن تكون بطريقتك بتحريض الناس على القتل وإختراق المواقع والمدونات وتذكيرهم بأن حياتهم هدف مو عبث والدعاء لهم بالهداية وأن يعينهم الرب على أنفسهم فهذا بإعتقادي لن ينفع

بالأخر تم وضع لقطات لإستضافة قناة الجزيرة للدكتورة وفاء سلطان وأحد تلك القطات التي اتشرف بأقتباس وختم مقالي به للدكتورة حين قالت :

"العقيدة التي تقطع رقاب منتقديها مصيرها أن تتحول إلى إرهاب وطغيان وهذا هو حال الإسلام منذ أن بدأ وحتى تاريخ اليوم حكم على أتباعه بالسجن ومن تجاوز عتبة ذلك السجن لقي حتفه , لقد إستطاعت الرسوم الدنماركية أن تسقط الحجر الأول في جدار ذلك السجن وتفتح طاقة كي تدخل منها أشعة الشمس بعد أن طال ضلامه"

============================================

لتهدئة الوضع وخفض مستوى الضغط عليكم بالإبتسامة والضحك .. فإن فيهما شفاء لكل داء إلا السام