بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠٠٨-٠٤-١٥

ولاد الكلب

كان يامكان في سالف العصر و الزمان

مزرعة كبيرة مترامية الاطراف تعيش فيها الكثير من اصناف الحيوان

وعلي مدي السنين امتلك هذه المزرعة الكثير من الملاك تارة بالبيع

و الشراء و تارة بالوراثة و تارة بالجبر و الاكراه

والحيوانات عاشت كما اراد لها الملاك لا تعترض مادامت ترعى

و تأكل

احيانا كان يختفي بعضها فجأة بعد زيارة بعض الملاك و لكنها تعودت

على ذلك و اصبحت لا تملك شيئا حيال هذه الزيارات المفاجئة

لكن تعكر هذا الهدوء و انقلبت الامور عندما جاء مالك جديد

للمزرعة لم يره أحد

الغريب ان الخيول تجمعت وقالت ان هذا المالك اصدر

تعليمات لكل حيوان في هذه المزرعة والحيوان الذي سيخالف

سيتعرض للطرد او القتل او التعذيب

عمت حالة من الفوضى و الخوف داخل المزرعة

خاف الكل على مكانه و حياته

بدأوا يستمعون الى التعليمات

بدات غريبة بعض الشئ ولكنهم لم يجدوا مانعا من تنفيذها مادام هذا

سيفيد في العمل كما قال لهم المالك على لسان الخيل

اصبح على الحمير ان تدور دورة كاملة حول اي حمل تحمله قبل ان تمارس عملها

اما الابقار فقد اصبح لزاما عليها ان تتمرغ في التراب قبل بداية العمل

اما الكلاب فاصبح مطلوبا منها ان تدخل لسانها في فمها لمدة

معينة صباحا و مساء

و بدأت الخيول تتصرف بطريقة غريبة

بدأت تتقدم نحو المراعي المجاورة التي تخص الحمير و الابقار

وترعي فيها

واذا اعترض احد قالوا ان هذه هي تعليمات المالك الجديد

وانه من لن ينفذ هذه التعليمات فليتحمل عاقبة الامور

اجتمعت الحيوانات المتضررة لتعرف ماذا حدث

الحمير :اننا نقوم بالاعمال الشاقة داخل المزرعة و نهلك في نقل

الطعام من مكان الى مكان و في النهاية نجد ان الخيول لا تعمل شيئا

و ترعى في اراضينا بل و تعاشر اتاننا حتى كثرت البغال

الابقار: ونحن نفلح الارض و نجر المحاريث و لانجد الا العناء

بلا مقابل

نريد ان نري هذا المالك الجديد لماذا اختص الخيول بحديثه و لم يوجه لنا الامور جميعا لماذا اختص الخيل بتبليغنا ما يريد

الكلاب:

لقد ذهبنا الى الخيول و لم نسكت فنحن نحرس المزرعة و لا نترك

الذئاب تدخل اليها و بذلك نحمي الخيل و بقية المزرعة من الاعداء

لكننا نرجع فنرى الخيل لا تعمل بل ترتع بلا رادع و تتسابق بينها

حتى قتلوا جراءنا وهم يتسابقون وهم لا يرونهم

وسالناها لماذا تفعلون هذا

فقالوا :

هذا ما يريد المالك نحن ننفذ ما يريد و لا نستطيع فعل غير ذلك

انه يحذر اي حيوان في هذه المزرعة من ان يخالف تعليماته

لقد اجتمع بكبيرهم و اعطاه التعليمات وامرهم باعلامنا بها

وهم لا يفعلون الا ما طلبه المالك منهم فلماذا العتاب

الابقار :

انا اقترح ان نشكل وفدا و نذهب لنري المالك جهرة

نختار من كل مجموعة منا وفدا لننقل مظالمنا الى المالك

ونعرف منه اسباب تفضيله للخيل علينا

الكلاب:

نعم و لكن نحن لا نعرف له طريقا و لم نسمع عنه الا ما يصلنا من هنا و هناك اننا حتى لا نعرف اين يمكننا التعرف اليه

الحمير:

اذا نشكل وفدا للخيول وهم بدورهم يذهبون بنا الى المالك الجديد

تشكل و فد من اولاد الكلب و اولاد الحمير و اولاد البقر

ليقابل الخيل




انطلق بنو كلب و بنو حمار و بنو بقر الي الخيول


استغربت الخيول هذا التجمع و قالت في اعتراض يمتزج بالدهشة
ماذا اتى بكم هل هناك ما جد من الامور؟!

الابقار: نعم جئناكم في امر شديد الاهمية و لا تستطيع ان نصبر اكثر من ذلك نريد ان نري المالك الجديد

الحمير: نعم نريد ان نتكلم معه كما تتكلمون معه و نراه كما ترونه

الكلاب: او صفوا لنا اين يسكن او كيف نهتدى اليه و نحن سنذهب الى حيث يكون

نظرت الخيول الى بعضها البعض و انتظر كل منهم ان يبدأ الآخر بالرد
خيم الصمت للحظة
ثم فجأة تكلم احدهم

قائلا: تقابلون المالك هكذا ؟؟؟!!
هل كل من هب و دب يقابل المالك
انه يقابل من يختار فقط انه لا يكلم و لايظهر الا من هو في مرتبة الخيول

الحمير:
ماذا يعني هذا هل انتم افضل منا ؟ اننا كلنا نعمل هنا في المزرعة و يؤدي كل منا دوره و لو تقاعس احد لعمت الفوضى علي الجميع

الكلاب :
ماذا تقصد بأنه اختاركم انتم السنا من املاكه كما انتم
فما فضلكم علينا
هل لانكم خيول و نحن ولاد كلب ؟

الابقار:
صفوا لنا اين يسكن و نحن سنذهب اليه
فقط دعونا نعلم مكانه و نحن سنتحمل النتائج

عاد الصمت سيدا للموقف
وعلت الهمهمه بين الخيول
وطالت النظرات

ثم شق الصمت احد الخيول بصوت محشرج
امنحونا فرصة حتى الغد
نود ان نعلمكم اننا لا نعرف له مكانا هو من يأتينا و يتكلم معنا
و يذهب و يأتى و قت ما يشااء
فقط هو يعطينا تعليماته ونحن ننقلها لكم كما اراد

الكلاب:
اذا لماذا تقولون غدا اذا كنتم لا تعلمون متى يأتي

الخيول:
لا تشغل نفسك فقط امنحونا الفرصة

الحمير: للغد اذا انه وقت ليس ببعيد
انطلقت الحيوانات تاركة الخيول

ما ان ابتعد الجميع حتي تنفست الخيول الصعداء و جلست الخيول على الارض من شدة التوتر فلم تعد اقدامها قادرة على حملها

قال احدهم ماذا سنفعل معهم الآن
كيف سنأخذهم الى المالك الجديد و نحن كما تعلمون لا نعلم ان كان هناك مالك جديد ام قديم من اساسه

رد آخر
لابد من الدهاء
سنخبرهم بأن المالك سيقابلهم و لكنه لم يحدد الموعد بعد و بذلك نستريح من طلبهم و نسوف الميعاد حتى ييأسوا

اعترض احدهم
هذا ليس بحل اننا سنؤجل المشكلة و لكن في يوم ما لن نستطيع التأجيل أكثر

ارى رأيا آخر
ان نطلب منهم مطالب لا يستطيعون فعلها و نجعلها شرطا أن يقابلهم المالك
و بذلك لن يستطيعون فعلها وعندها يكونوا هم المخطئون
قال قائل :
ومثل ماذا ؟

رد :
نضيف الى اعبائهم اعباء فمن كان يدور دورة نجعلها اكثر و كلما زاد من عدد الدورات زادت فرصة لقائه بالمالك

ومن كان يدخل لسانه في فمه مرتان في الصباح و المساء نجعلها سبعا و من يزيد من عنده تزيد فرصته في اللقاء

و من يتمرغ في التراب نجعلهم يمتنعون عن الشراب ايضا فترة عملهم

وهكذا كلما طلبوا لقاءه قلنا لهم انتم لم تقدموا المطلوب منكم باخلاص فكيف تطلبون ما لكم و لم تفعلون ما عليكم

حتى يكلوا و يملوا وعندها لن يطلبوا اللقاء

قال آخر:
لي رأي لماذا لا نضع الفرقة بينهم فاذا اختلفوا جعلنا الامر اليهم لا الينا

- و كيف ذلك

-نقول لهم ان المالك سيلتقي بأفضلكم فقط
فيختلفون بينهم من الافضل
نفول للحمير انهم اولاد اعمامنا وهم احق الناس بلقاء المالك الجديد

و نقول للابقار انهم يأكلون نفس طعامنا و ليسوا كالكلاب فد يطمعون في لحومهم يوما وهم اكثر من يخدم الجميع بالحرث و الالبان

ونقول للكلاب انتم من تمنعون عنا الذئاب و انتم احق الناس باللقاء
فاذا نظرت كل فئة الى نفسها و رأت انها الاحق بلقاء المالك
خرجنا من الموضوع و اصبحوا هم الذين بيدهم الامر و عندها
يختلفون و قد يقتتلون و عندها نصبح نحن في مأمن

هلل الجميع و قالوا نحن نري ان نجمع بين جميع الاقوال
قامت الخيول وهي تتسابق و كأنها ازاحت هما كبيرا
و قالوا الى الغد اذا

دب النشاط في جميع حيوانات المزرعة
تحمس الجميع للقاء المنتظر
استقبلت الخيول ضيوفها و قد خلعوا عنهم ثوب المفاجأة
الكلاب:
هل قابلتم المالك و نقلتم له رغبتنا في لقائه

الخيل:
نعم لقد جاءنا و اخبرناه برغبتكم و اخبرناه ايضا انكم تشعرون بالظلم من افعاله و تعترضون على ما يقول و ما يأمركم به من اوامر

الحمير:
نحن لم نقل لكم ان تتكلموا عن لساننا بل قلنا نريد ان نعرف لماذا يكلمكم و لا يكلمنا

الخيل :
و هل انت من سيحاسبه على ما يفعل؟
لقد غضب منكم جدا و توعدكم بالحرمان من الغذاء اذا لم تنفذوا ما يريد

الابقار :
وما ذا يريد

الخيل :
انه غير راض عن طريقة تنفيذكم للاوامر القديمة
لقد ارسل لنا تعليمات جديدة لكم ومن سينفذها سيسامحه علي ما فعل ويخلصه من خطيئته

الابقار:
نحن لم نفعل شيئا نحن نريد ان نراه و نكلمه كما فعل معكم
نريد ان نحظى به كما حظيتم به انتم اذا كان يكلمكم و يعطيكم الاوامر فلماذا لم يفعل نفس الشئ معنا

الخيل :
عدتم للاعتراض مرة أخري
على العموم قد انذرناكم و حذرناكم و تحملوا انتم عاقبة افعالكم
اذهبوا و سنقول له انكم ما زلتم معترضين علي ما يريد

الكلاب:
وماذا يريد الم يرسل تعليمات سابقا فلماذا يغيرها الان

الخيل:
انه يريد اختيار افضل فريق منكم ليقابله
لذلك سيعطيكم فرصة ثم يقرر بعدها من الافضل منكم و الاصلح للقائه
من يجتهد في تنفيذ طلباته و اوامره الجديدة هو من سيقابله
بل و سيحظي باشياء لم يتخليها ابدا
اما من سيعترض و يطلب ان يراه او يكلمه كما فعل معنا فليس له
الا الحرمان و الطرد و ربما الذبح

تحسس الجميع رقبته
ونظروا الى بعضهم البعض

الكلاب :
لقد جئنا لنطلب رؤيته فرجعنا بتعليمات اكثر

الخيل:
هذه اوامره و عندما تنفذون التعليمات سيختار منكم افضلكم للقائه

رجعت الحيوانات تجر اذيال الخيبة
فبعد الامل باللقاء زادت الهموم و الاعباء
ولم يتغير من الوضع شئ
عادت الخيول ترتع في المراعي و تستمع بكل ماهو غير مباح للبقية
لم يعد يعترض احد فهم يعرفون الاجابة مسبقا
المالك هو من امر بذلك

مر وقت كبير و الحال كما هو عليه

اصاب الحيوانت التعب
فهي لم تعد تجد الوقت للتفكير
فهي بين اعباء العمل في المزرعة و بين الطلبات المتزايدة للمالك
و بين رغبتها للقائه وخوفها من ان لا يرضى عن ما تقوم به من طلبات
و بين املها في ان يكرمها كما كرم الخيل وخوفها من ان يذبحها
احتارت العقول اين تقف



كلت النفوس و تعبت العزائم
اجتمعت الحيوانات مرة أخري

الكلاب:
ها نحن ننفذ التعليمات كما طلب منا المالك و لم نر اي جديد
هل نسينا ؟

الابقار:
نعم نعم بالتأكيد هو نسينا
انه كثير المشغوليات و الاعباء
ان تدبير امور المزرعة ليس باليسير


الحمير:
و لماذا لا تكون الخيول لم تخبره اساسا باننا نريد ان نقابله


الكلاب:
وكيف نتاكد ان الخيول طلبت منه ما اردناه
وفي نفس الوقت ماذا لو كان هذا ما اراده فعلا

الابقار:
اذا فلنسأل الخيل هل من جديد


ما ان رأت الخيول الوفود تهل علها مرة أخري حتي اصطنعت الجدية

ماذا اتى بكم
انكم تضيعون الوقت الثمين في ما لاينفع
ان الكلام في ما لايفيد يضيع من فرصكم بلقاء المالك
هل هذا ما اخبركم عنه
انكم بهذا تضعونا في موقف محرج
ماذا سنقول له يريدون ان يكلموك و هم لا يتبعون ما اردت لهم
ارجعوا و نفذوا ما قلناه لككم


الكلاب:
الى متى ؟ ان الامور كما هي و لا نري تغييرا في الافق
لقد مر عمر طويل و نحن ننتظر و ننتظر
ولا نفعل سوى التعليمات

الابقار:
كيف سنعرف من فينا الافضل
من سيحكم بيننا؟

الحمير:
انني اقولها لكم بصراحة
انتم تسوفون الامور
انتم من يستفيد و نحن من يتضرر
هل لكم ان تخبرونا كيف نعلم ان ما تقولونه هو ما اراده المالك؟

الخيول:
ويحك!!
اترمينا بالكذب هل تعرف ما عاقبة ما تقول
انتبهت الحيوانات الي الخيول تنتظر ماذا ستقول

صاحت الخيول في عصبية
انتظروا الحرمان من الطعام و الشراب
انتظروا الطرد خارج المزرعة و الضرب بالسياط
ان المالك عندما ننقل له انكم مللتم من اداء اوامره و تعليماته كي تصبح المزرعة في أكمل صورة لن يسكت

فال أخر:
هل علمتم ماذا حدث للخنازير انتم بالتأكيد لم تعلموا ماذا حدث لها فهي تسكن في الطرف الاخر من المزرعة

الحمير:
اية خنازير وماذا فعلت

الخيل:
لقد تقاعست عن اداء ما طلبه منها المالك فقام بذبحها جميعا
حتي سالت دمائها و اغرقت الزرع

ارتعبت الحيوانات
ونظرت لبعضها البعض لا تدري هل ما تسمعه حقيقة ام اختلاق من الخيول

الابقار:
ومن اين علمتم بهذه الاخبار اننا لم نسمع او نري ذلك
الخيول:
لقد اخبرنا بها المالك
انه يخبرنا بكل ما يحدث للمزرعة انه يتحدث معنا للتسلية و يمازحنا فنحن صنفه المفضل و المختار

الكلاب:
وهل هو مسل لهذا الدرجة معكم و يحكي لكم القصص و الاخبار بينما يعاملنا بالتجاهل و يعذب و يذبح الخنازير

الحمير:
وهل تكون المزرعة بدوننا اننا مثلكم في الاهمية

الابقار:
بل انني اراني افضل منكم فانتم زينة للمزرعة و يقوم باعمالكم الكثير ولكننا مصدر طعام وغذاء لاهل المزرعة و بدوننا يهلك الجميع

الخيل:
بل انتم حاقدون حاسدون كنتم تتمنون ان تكونوا خيولا
لقد ملأ الحسد و الطمع نفوسكم فاردتم ان تنتزعوا المكانة التي نستحقها
موتوا بغيظكم و انتظروا مصير الخنازير

الكلاب:
اننا كنا نقوم باعمالنا منذ جبلنا عليها ولم نقصر فيها ابدا
اننا لا نفهم ماذا سيفيد المالك ان اضع لساني في فمي
ففي النهاية المالك سيستفيد بعملي الذي جاء بي من اجله الحراسة
اما وضع لساني في فمي فهو لا يقدم و لا يؤخر

الابقار:
وامتناعي عن الشرب يرهقني و عملي الذي جاء بي المالك من اجله لم يتغير فلماذا يريدني ان اتمرغ قي التراب

الخيل:
انتم لا تفهمون انكم لا تعقلون
لذلك هو لن يكلمكم ابدا
هو ادري بالفائدة
لقد انذرناكم لكن يبدو انكم اخترتم مصير الخنازير


قالت الكلاب:
اننا نراكم تتوعدون و تتكلمون باسمه بدون ان ترجعوا اليه
لقد اخذكم الغضب فاصبحتم تتكلمون و كانكم انتم من تملكون
هل قال لكم اننا سنلقي مصير الخنازير

الحمير:
اننا لا نريد ان نكون كالخنازير لا نريد ان تسيل دماءنا
ارجوكم اخبروا المالك اننا لا نريد ان نموت تلك الميتة البشعة

الخيل :
احسنتم انتم الان اخترتم عين الصواب
ارجعوا الي ما كنتم فيه و سنخبر المالك بانكم عدتم الى تنفيذ تعليماته

الابقار:
اما نحن فسنعود الي سابق عملنا لكننا لن نتمرغ في التراب بعد الان

انصرفت الابقار و الكلاب
تاركة الحمير مع الخيول

قالت الخيل :
انتم اولاد اعمامنا و اقرب الحيوانات لنا
دعوهم و انضموا لنا
ستأكلون معنا و تشربون معنا و ترتعون معنا في مراعينا التي وهبها المالك الجديد لنا
لن نطلب منكم بعد الان ان تقوموا باللف و الدوران
فقط اعطونا نصيبا من آتانكم و زرعكم
لكن لا يحل لكم افراسنا
و سنجعل المالك يترككم في المزرعة ترتعون ونضمن لكم مصيرا بلا ذبح فقط توقفوا عن طلبكم بلقاء المالك

الحمير:
اذا كنا سنعود الى سابق ما كنا عليه مع المالك القديم و تكفوننا شر المالك الجديد و نرتع معكم مقابل نصيب قليل مما نأكل فلا بأس نحن موافقون

انصرفت الحمير سعيدة بهذه المعادلة التي تتيح لهم العودة الي ماكانوا يفعلونه مع المالك القديم مع بعض التضحيات على ان تكفيهم الخيول مصير الخنازير

اما بقية الابقار و الكلاب
فرجعت لا تعرف هل هي على صواب ام خطأ
هل سينزل بهم مصير الخنازير بدون ان يروه و يراهم
ام ان المالك سيعطيهم فرصة للدفاع عن اسباب ما فعلوه


عادت الحمير الى مراعيها مرة اخرى
عادت للتمرغ في التراب كما تعلمت من ابائها
توقفت عن الدوران وفقا لتعليمات المالك الجديد وعادت للتمرغ في التراب كما ورثت عاداتها عن ابائها
لم تزعج نفسها لماذا قبل ابائها هذا الوضع و لم تقبل هي اللف اللآن
او لماذا لم ترض الابقار ان تتمرغ في التراب اذا كان التمرغ افاد ابائهم
ان هذه الاسئلة و التفكير فيها كاد ان يعرضها للذبح او الطرد كما حدث للخنازير
انها تريد ان تعيش بلا مشاكل و بلا خوف و بلا تفكير

الكلاب:
انظروا الى الحمير لقد عادت كما كانت

الابقار:
لا ليس كما كانت انهم يتنازلون عن القليل من طعامهم الى الخيول لكن هذا القليل هو الكثير من كرامتهم ايضا فالخيول
تفعل بهم ما تريد لقد اصبحوا و كان الخيل تمتلكهم

الكلاب :
نعم نحن لن نرض بهذا ابدا
لقد قررنا ان نذهب الى طرف المزرعة البعيد لنرى هل ما حدث للخنازير هو واقع ام تلفيق

الابقار:
فكرة صائبة ترسلون مندوبا من عندكم و مندوبا من عندنا للبحث
و استكشاف ما حدث اننا بحاجة لمعرفة من اين نبدأ
ماذا يوجد عند غيرنا من حقائق
اننا اذا حصرنا انفسنا داخل هذا النطاق الصغير من المزرعة
لاستسلمنا كما فعلت الحمير

الكلاب:
هذا ما انتهينا اليه
ان المالك اذا طلب منا اوامرا هنا عن طريق الخيل فبالتأكيد سيطلبها من غيرنا
الا اذا كانت بقية الحيوانات اشتراها للزينة و نحن فقط للعمل
وهذا غير صحيح فلماذا جاء بها الى مزرعته اذا كان لا يريد منها لا عملا و جهدا
لذلك سنري ماذا طلب من اقراننا هناك و نقارنه بما طلبه مننا

الابقار:
هل تراه ارسل الخيول الي هناك ام انه يكلم الطرف الآخر
كله كما يكلم الخيول
ان تكريمه لهذه الخيول غير مفهوم
وكأنهم هم الذين امتلكوه و ليس هو من امتلكهم
لاعمل لا جهد فقط يلقون الاوامر وهو عليه تعذيب من لن ينفذ اوامرهم

الكلاب:
نعم نعم انني احيانا اود لو اترك الذئاب تدخل لتنهش في هذه الخيول حتى اري ماذا سيفعل لها المالك عندها
لكنني اتراجع عندما اري الذئاب لا تفرق بين خيل او غيره
فالخطر واحد علينا


الابقار:
ومتي سترسلون مندوبكم للبحث
الكلاب:
غدا في انتظار مندوبكم


انطلق المندوبان الى حيث تسكن الخنازير
بدا الطريق طويلا
لكن اصرارهما على معرفة الحقيقة كان رفيقهما الثالث
لم يعبأوا بسخرية الحمير بأنهم لن يصلوا الى شئ
فكثير ذهبوا في هذا الطريق و لم يرجعوا منه ابدا

اما الخيول فقد حذروهم وقالوا ان المالك سينتقم منكم لانكم لم تمتثلوا لاوامره و لن تصلوا الا و قد نالكم منه ما تستحقون
من انتقام
ولو استسلموا لاوامر المالك ما تعبوا انفسهم في البحث عن امور ان تبد لهم تسؤهم

بدأت الرحلة الى ارض الخنازير

بعد فترة قليلة من السير
لاحظ المندوبان ان المسافة الى ارض الخنازير لم تكن بهذا البعد الذي صورته الخيول
بل ان الامر لا يحتاج الا ان تقرر الى اين تريد
ان البعد الذي تصوروه كان داخليا ينبع من داخلهم

ضحك الجميع عندما وصلا الى ارض الخنازير
كانا يتصوران في كل لحظة ان المالك سيظهر لهما و يعاقبهما على ما فعلا
كانا يسيران بأرجل مرتعشة في البداية و لكن كلما اقتربا من ارض الخنازير كانت الرعشة تنكمش و العزيمة تنهض
لكن هاهما يصلان بكل سلام
ويودان ان يريا الخيل الآن ليقولا لهم اين ما وعدتم به من انتقام

بل اين الدماء التى جعلت الزرع الاخضر بلونه المفزع
واين رؤؤس الخنازير و اثارها

لم يستعجلا الاجابات فهما جاءا للبحث
طلبا لقاء الخنازير
لكن بعد قسط من الراحة
لم يداعب النوم جفون المندوبين ظلا طوال الوقت يتخيلا انفسهما مع الخنازير
يلقون الاسئلة و يتخيلون الاجابات
احيانا تأتي لهم الوساوس باجابات تجعلهم في اضطراب
سرعان ما ينتبهون الى انهما لم يلتقيا بأحد بعد
ولكنه الشوق لمعرفة الحقيقة
و لمعرفة اين يتجهان و كيف تكون حياتهما و حياة اقوامهما من بعدهما
كلما تذكرا هذه الحقائق ادركا اهميتهما وعظمة دورهما في ايصال الحقائق لمن يبحث عنها
فالكل مشغول لكن ليس الكل عنده الوقت للبحث و الدراسة و تقصى الحقائق
فهما يعطيان الكثير من وقتهما وجهدهما في سبيل اظهار الحقائق لمن عجز عن ادراكها او لم يعلم من اين يبدأ

اعطاهما هذا الاحساس شعورا بالمسئولية و الفخر في أن واحد

ما ان جاءهما وفد الخنازير حتى انتفضا في وقت واحد
وقد زالت عنهم جميع علامات التعب

الخنازير:
اهلا بكم في ارضنا لم يزرنا احد منذ وقت كبير
الكلاب :
علمنا ان الخيول زارتكم و انزلت بكم انتقاما كبيرا لانكم رفضتم ان تستجيبوا لهم
الخنازير:
كان هذا منذ فترة
جاءتنا بعض الخيول فرحبنا بهم كما فعلنا معكم
وقالوا لنا ان المالك قد ارسلهم ببعض الاوامر لتحسين عملنا وجعل المزرعة في حالة افضل وان هذا بالطبع سيكون في صالحنا

الابقار:
(في شوق و لهفة) ثم ماذا ؟

الخنازير:
قلنا لهم اننا لا نعلم مالكا جديدا قد جاء و لكن مادامت التعليمات ستفيدنا فما المانع فبالتأكيد لن نمانع في ان نحسن من حال مزرعتنا التي هي سبب حياتنا
لكننا فوجئنا بتعليمات غريبة

الكلاب:
هل جعلوكم تضعوا السنتكم في افواهكم ايضا

الخنازير:
لا لكنهم طلبوا منا ان نتمتم ببعض الالفاظ قبل كل شئ نقوم به حتى وقت الخلاء
اصبح كل همنا الشاغل ان نحفظ هذه التمتمات
وقلنا بالتأكيد ان لها نفعا سيظهر بعد فترة ان يزيد اداءنا مثلا أ و تزيد مقدرتنا على فعل اشياء لم نكن نستطيع فعلها قبل ذلك
او تحفظنا و اولادنا من الامراض او تمنع عنا الذئاب

الابقار:
وهل حدث هذا فعلا

الخنازير:
لم نلاحظ اي تغيير فما كنا نفعله سابقا بدون تعليمات المالك كان هو سبب بقائنا اما التعليمات فلم تساعدنا في اي شكل
اصبح كل مازاد في حياتنا هو مجموعة من التمائم

الابقار:
وماذا قالت لكم الخيول

الخنازير:
طالبتنا بالمحافظة على ذلك و لكن ما حدث بعد ذلك هو ما جعلنا نتوقف و نسألها

الكلاب :
وماذا حدث؟

الحنازير:
بدأوا يتعاملون معنا و كأننا نحن الضيوف في ارضهم
لا تدخلوا هذه البقعة لان المالك خصصها لنا لبناء اصطبلات
لا تقتربوا من هذه المحصولات لانها تضر بكم
تبرعوا من محاصيلكم كي نرسل مزيدا من الخيول لللاراضي المجاورة لابلاغ تعليمات المالك الجديد للجميع
اوامر لا تنتهي و نحن لا نجد اي مردود لاوامرهم سوي انهم ينتشرون كل يوم في اراضينا حتي اصبحنا نستأذنهم في كل امور حياتنا
و يفتي لنا احدهم عن ما يعجب المالك وما لا يعجبه

الكلاب:
ولماذا لم تطلبوا لقاء المالك

الخنازير:
وهل كان ذلك سيرجع لنا ما ضاع
لقد قررنا ان نتسترد ماضاع بالطريقة التي ترجع لنا حقوقنا
لقد عشنا عمرنا كله و من قبلنا اباءنا و جدودنا بدون تعليمات من هؤلاء الملاك
بل اننا لم نسمع اساسا ان لهذه المزرعة مالكا الا من الخيول

الكلاب:
الم تسمعوا عن المالك القديم؟

الخنازير:
لا قديم و لاجديد
يبدوا ان الملاك لا يظهرون الا في البقعة التي تعيشون فيها فقط من المزرعة

الابقار:
غريب اعتقدنا انكم تعلمون بامر الملاك

الخنازير:
اننا لا نهتم بمن لا يهتم بنا
اننا نزرع ارضنا و نهتم بها و ترد لنا من بطنها افضل الثمر و نفترش ارضها و ننام
اما المالك فلم نر منه شيئا


الكلاب :
ولكن الخيول تقول انه هو من مهد الارض و جعلها صالحة للزراعة

الخنازير:
وهل فعل كل هذا في مقابل ان ينتظر مجموعة من التمتمات في النهاية ؟
يا لسخف هذا المالك
يمهد كل هذه المزرعة من أجل ان يحصد مننا التمتمات ؟

الكلاب:
يبدو انه يعاني من الفراغ فبعد ان بنى كل هذه البيوت و جاء بكل هذه الحيوانات ومهد الاراضي و استصلحها
اراد ان يجد ما يضحكه فانا شخصيا اضحك عندما اري الابقار تتمرغ في التراب
او تدور الحمير حول اشياء


الابقار:
ولاتنسى اننا نضحك ايضا عندما نراكم تكتمون السنتكم في افواهكم
يبدو انه يضحك ايضا مثلنا
لكن لم نر الخيول ابدا تضحكنا ان كل ما يفعلوه دائما هو حصد الثمار

الكلاب:
اعتقد ان الذي يضحك و يتسلي هم الخيول و ليس المالك!! فبينما تتسلى الخيول بالافراس و خير الثمار نكون نحن من يدخل البهجة في نفوسها
بالدوران و حبس الانفاس او الدوران
يالهم من مخادعين وماذا فعلتم لهم

الخنازير:
سمعناهم ذات مرة يخططون للذهاب الى ارض بعيدة تقتضي عبور انهار كثيرة
وسألناهم لماذا ستذهبون الي هذه الاراض البعيدة؟

قالوا لابلاغ الحيوانات تعليمات المالك البعيد

و لكننا استعجبنا لماذا يذهبون الى تلك الاراض البعيدة
بينما هناك اراض قريبة بها حيونات كثيرة لم يفكروا في الذهاب اليها
و تقصينا الامر حتي علمنا انهم يختارون الاراض التي بها محاصيل جيدة و افراس جميلة اما المزرعة التى وراءنا
فالافراس فطساء و الاراض لا تثمر الا بصعوبة و الاجواء لا تناسبهم فهى شديدة الحرارة واعرة الطرق

فعلمنا اننا كنا ضحية خدعة كبيرة لاخذ محاصيلنا بدون تعب

الكلاب:
وهل واجهتم الخيول بتلك الحقائق

الخنازير:
قلنا لها اننا لا نريدها في ارضنا اننا لا نريد تعليمات من أحد
سنعيش كما عاشت اجدادنا

فقالوا انتظروا انتقاما كبيرا من المالك بل ربما تلقون مصير الحمير

نظرت الابقار الى الكلاب
لقد هددوا الحمير بمصير الخنازير وهذا سبب مجيئنا لنري ما حل بكم من اهوال

الخنازير:
ان كل ما حل بنا هو ما كان يحدث لابائنا و اجدادنا
لكنهم اذا مات عزيز قالوا ارأيتم ماذا حل بكم لانكم لا تتمتمون
واذا اكل الذئب احد ابناءنا جاءوا لامه و قالوا ذلك لانك لم تتمتمي
و خالفت التعليمات
وحاولوا استغلال مشاعر الثكلى و المصابين
بل قاموا بتدبير بعض الاشياء حتي يظهر ان هناك من يعاقبنا
فحفروا بعض الحفر حتى نسقط فيها و يزداد المصابون

الابقار:
وكيف اذا تصرفتم عندها

الخنازير:
قلنا للمصابين ان هذه الاصابات لم و لن تتوقف ما دمنا نعيش و مادامت الذئاب تعيش
وان ازالتها ليس بالتمتمة و لكن بالتعاون و ان نكون يدا واحدة في وجه المشاكل و ان نتعلم من اخطائنا دائما فنتلافاها

وقامت مجموعة من شبابنا بمهاجمة الخيول التي فوجئت بهذا الهجوم
و ظلت تحذر و تحذر من انتقام المالك الذي لم يظهر ابدا حتى الآن

الكلاب :
وهل تركوكم

الخنازير:
لقد فروا هاربين و رجعوا الي حيث كانوا انهم لا يكونون ابد الا في ارض يكون الخوف هو سيد الموقف
بدون الرعب الذي يضعونه باسم المالك فانهم لا يفعلون اي شئ لاهل المزرعة


الكلاب :
انهم الان عندنا و فد استطاعوا السيطرة على ارض الحمير و يحاولون زعزعة نفوسنا لكن هي الخدعة اذن
لقد علمت الان ماذا سأفعل
لا يفل المالك الا مالكا مثله فانتظروني ايتها الخيول

الابقار:
ماذا تقصد بكلامك هذا
دب الحماس في الوفد وهو يغادر ارض الخنازير
كانوا يسابقون الزمن كي يرجعا الى ارضهما مرة أخري
اوقدت فكرة مندوب الكلاب الحماس و اللهفة في نفوسهما
وبين الحين و الاخر يحاولان تخيل رد فعل الخيول فتنتابهما الضحكات عندما يتخيلان الخيول و هي تحاورهما

وأخذا يتخيلان لو بقيا في أرضهما و استسلما لمصيرهما كما استلمت الحمير

ان الحقائق كقمم الجبال
الوصول لها ليس سهلا ابدا
لكن ما ان تبدأ في رحلتك نحو القمة فان جميع حواسك تعمل للوصول الى القمة
لكن لو توقفت في اسفل الجبل و تطلعت بعين اليائس الى بعد هذه القمة فان قدميك لن تتحرك خطوة الى الاعلى

انهما الان يندفعان من اعلى القمة بسهولة كالسيل المندفع نحو هدفه

ما ان وطئت اقدامهما ارضهما
حتى تجمعت حولهما الحيوانات
نظرت اليهم الحمير بعين الشامت الذي اضاع عمره للوصول الي ما لا يمكن الوصول اليه

واستقبلت الخيول الوفد بعين المترقب
لم تشأ ان ان تبدأ نقاشا

اما الابقار و الكلاب
فكانوا كمن ينتظر مولودا يخرج الى الحياة وحانت لحظة ولادته
لكن نظرة التفاؤل التي ارتسمت علي وجه الكلب كانت كافية لايصال الرسالة بدون كلمات

لكن المعركة لم تبدأ بعد
الخيول مازالت تتحرك في كل مكان

ذهب مندوب الكلاب الى الخيول

نشكركم علي دوركم الكبير لكن اود ان نعلمكم اخبارا جديدة

الخيول:
ماذا تعنون

الكلاب:
لقد اشترينا المزرعة من المالك و اصبحنا نحن الملاك الجدد لهذه المزرعة


ما ان سمعت الخيول ذلك حتى تصاعدت ضحكاتها
اشتريتم ماذا ؟
انتم اولاد الكلب قادرون على ادارة كل هذه المزرعة بدون توجيه او مساعدة
انكم و لاشك اصبتم بالجنون

انصرفوا لا نريد تفاهات و كذب
ان المالك اذا علم بذلك فسيطردكم شر طردة من هنا

الكلاب:
لا لا لقد باع لنا المزرعة و نحن اشتريناها
في الحقيقة كان متسامحا جدا في طلباته
فقد اكتشف ان المستفيد من هذه المزرعة هو نحن لا هو
نحن من نأكل منها و نحن من ندافع عنها و نحن من نفسد فيها
ونحن من نخطط لمستقبلها و نحن من يسجل ماضيها و نحن من
يفكر لتوسيعها و نحن من نموت في سبيلها و نحن من يتأثر منها و يؤثر فيها
اما هو فلا يحصد شيئا بل لا يحمل منها الا لقب المالك
لقد اقتنع اننا من يستحق هذا اللقب فتنازل لنا عنه و اصبحنا نحن الملاك الجدد

الخيول:
وهل تريدوننا ان نصدق ما تقولون بهذه السذاجة
هل كل من جاء بكلمة نحن مطالبون بتصديقها
بل كيف عرفتم طريق المالك و كيف تكلمتم معه و لماذا اختاركم انتك بالذات ليهبكم مزرعته
ان كلامكم محض هراء و لا يعقله سوى مجنون
بل حتى المجانين كانت لتفكر قبل أن تتقبل هذه الهراء

الكلاب:
ان كنتم لا تصدقوننا فليظهر لنا المالك و يكذبنا
دعوه يرسل لنا دليلا على انه موجود و يرانا
بل دعوه الان يرينا كيف سيساندكم و يؤيدكم
ولو لمرة واحدة

انني امام الجميع هنا اعلن نفسي مالكا جديدا لهذه المزرعة وعلى الذي عنده اعتراض و يحمل صك الملكية ان يظهر و يكذبني


الخيول :
انه لا يعبأ بامثالكم من المجانين
ليس مطالبا بأن يحاور كل مجنون او مدع
انه اكبر من ذلك و اعظم

الكلاب:
اذا فلماذا يطالبنا بتلك الاوامر التافهة اذا كان عظيما و كبيرا كما تقولون
ان من لا يهتم باظهار ملكيته لانه كبير و عظيم
كان من الاولى ان لا يهتم بخروج لساني من فمي
او تمرغ غيرنا في التراب
اذا كان يكلمكم و يشاوركم ويحكي لكم القصص و الحكايات
و يعطيكم التعليمات
فلماذا لا يظهر لنا ايضا
هل العظيم الكبير لا يظهر عظمته و كبره الا عندما نريده
وعندما تريدونه انتم يكون لطيفا يقص الحكايات المسليات

الخيول:
تحملوا اذا عواقب ما تفعلون
سيفسد النظام و يقل الطعام و لن يصبح لهذه المزرعة قانونا
ستصبح غابة لا مزرعة
سيظهر كل يوم من يقول انه يملك هذه المزرعة
انكم لا تدركون خطر ما تقولون
انكم تلعبون بالنار
و ستكونون اول من يحترق بها

الكلاب:
و ما الفرق اذا بين من يدعي ملكيتها او يدعي انه يتكلم باسم مالكها
اننا على الاقل سنكون قادرين علي التواصل مع الجميع
و تطوير المزرعة الى حيث تعم الفائدة على الجميع
اما انتم فتتكلمون بما يحقق مصالحكم انتم فقط و يضعكم في منزلة لا يصل اليها احد
ان من يتملك هذه المزرعة هو القادر على التواصل مع جميع سكانها
لا من يتعالى عليهم
انكم من يلعب بالنار لا نحن

ماذا قدمتم لاهل المزرعة سوى مجموعة من التعليمات التى لا تقدم و لاتؤخر
جعلتم لقاء المالك غاية لا وسيلة
انتظر الجميع ان تكون تعليمات المالك لاسعاد اهل مزرعته
لكننا وجدناها تعليمات لا سعاد المالك
انتظرنا ان نجد مردودا لما نقدمه للمالك في حياتنا لكن وجدنا عائدا فقط لما نقدمه لانفسنا
ان حياتنا بدون تعليمات او تعليمات ليست هي المشكلة
لكن المشكلة هي في حياتنا بدون ما نقدمه نحن لانفسنا

قلتذهبوا بتعليمتكم الى مالككم وقولوا له
لقد رفض الكلاب ما تقول ماذا انت فاعل لهم

الخيول :
نظرت الى بعضها البعض مطأطأة الرأس
سينتقم سينتقم في يوم ما


عادت الكلاب
الى المزرعة قائلة

لقد بعنا هذه المزرعة الى كل من سيكون قادرا على جعلها افضل
انتم جميعا تملكون بقدر ما تقدمون لمزرعتكم

انتهى


==============================



كما هي العادة بكل اسبوع انقل لكم مقال , هذه المرة انقل لكم قصة كتبها الزميل الرائع وليد عجل فرجه وأتم رجوعه لمنتدى الملحدين فهو من خيرة الكتاب وتكمن براعته في تأليف القصص القصيرة والتي يحتفظ بها في مدونته , اتمنى ان تستفيدوا منها :)

هناك ١١ تعليقًا:

قضمات صغيره يقول...

طلعنا اولاد كلب في الاخر ..

الله يهديك :)

قضمات صغيره يقول...

.

rai يقول...

قضمات صغيره

محشوم انت وجميع القراء :)

فتى الجبل يقول...

اييييه ليش لأ
ومنكم نستفيد
والحلو ان كل واحد يقدر يفسرها على اللي يبيه

Mozart يقول...

قصه معبره تذكرني كثيرا بروايه للكاتب المشهور جورج اوريل اسمها animal farm و هي عباره عن قصه الاتحاد السوفيتي أو الشيوعية مع استبدال البشر بالحيوانات و الدوله بالمزرعه ..

اما اذا كنت تريد قراءه موضوع يحمل نفس فكره موضوعك فاعتقد انك قرأته و اسمه "بوس طيز وحيد" او بوس طيز لطفي على ما أعتقد , حقا موضوع مضحك على طريقة الكوميديا السوداء

تحياتي

00

rai يقول...

فتى الجبل

احسنت عزيزي يختلف تفسير القصة من شخص الى اخر :)





موزارت

قصة بوس طيز لطفي من القصص الرائعة جدا وهي من القصص التي حولت تفكير الكثير من الاشخاص ونورت عقولهم , قد نقلتها من مدونة الاستاذ بن كريشان في احد الاسابيع :)

غير معرف يقول...

Kuwaity Atheist
dear rai,
you brought very dear memories to me, i remember it was my first month of atheism when i found ladeeni.net, it was a day i celebrate every year, i could never forget Arido, Waleed, Captain, and alot of other writers who brought joy and knowledge to me ... i cheris those days.
two thumbs up for this post :)

rai يقول...

غير معروف

كانت ايام جميلة عزيزي فقد تعلمت من المنتدى الكثير وطبعا لا انسى دور اساتذتي انكي ووليد حيران وباحث وايضا جوي وغيرهم الكثير

بصحة الايام الخوالي :)

على باب الله يقول...

رائعة .. رائعة

---

لخصها الحمير في جملتين ..

الحمير:
انني اقولها لكم بصراحة
انتم تسوفون الامور
انتم من يستفيد و نحن من يتضرر

---

Eng_Q8 يقول...

مممممممممممممممممممممممممممم

لها الف مغزى ومغزى

بس منو اهم الحمير ؟ :)

تكفه بو علوه شيل الوورد فريفكيشن

rai يقول...

على باب الله

شكرا للمرور :)






Eng_Q8

الحمير اتعرف نفهسا , لاتوهقني معاها :)

بس كده أنت تؤمر :)