بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠٠٧-١١-٢٨

الشخصيات التاريخية ... والنقد

يقول خالص جلبي في الشرق الاوسط بعنوان " لا تغضبوا: قراءة جديدة لصلاح الدين الأيوبي "
"" والسبب في رفع صلاح الدين إلى مستوى القداسة، هو الانحطاط الحضاري للأمة، وهو أمر معروف في علم النفس، كآلية تعويضية يتناسب حجمها مع مقدار الانهيار، كما يحصل مع المفلس الذي يتحدث عن ثروة جده الهائلة وهو لا يملك شروى نقير.... ""
أعجبتني هذه الجملة المقتبسة من مقال خالص جلبي عن صلاح الدين الايوبي الذي يبين فيه ما آل إليه انحطاط الامة وتعويضها ببطولات السابقين التي رسمها المؤرخون باحلى الالوان وصوروها بانها افضل الازمنة بسبب تمسك الرعيل الاول من المسلمين بكتاب الله وسنته وبعدهم عن المعاصي وكثرة عبادتهم , وكل هذا قد تعلمناه في المدرسة منذ نعومة اظافرنا حيث صور لنا ان هؤلاء الابطال هم عماد التاريخ الاسلامي وهم من نصره - بعد مساعدة الرب- حيث انهم يتحلون بالشجاعة والصبر والحنكة والدهاء وايضا هم لايخطئون !!
نعم , هذا ما جعلني اكتب هذه المقدمة الطويلة هي تقديس المسلمين-ليس الكل بل الاغلب- لشخصيات بعينها وترفيعها الى منزلة الملائكة وتبيان تاريخهم للقارئ بانه خالي من الشوائب , ولايسمح لانتقادهم او التشكيك فيهم فلن يستطيع احد التشكيك بيزيد ابن معاوية ولا عمرو ابن العاص كمثال لا للحصر , حيث ان هؤلاء الشخصيات يعتبرها المسلمون منزهَ وفوق النقد ونرى ذلك في اختلاف حب وكره بعض هؤلاء الشخصيات لدى طوائف المسلمين -كسنة و الشيعة- فنرى السنة يزينون تاريخ من يفضلون من الشخصيات التي يملئ تاريخها سوادا لدى الشيعة والعكس كذلك لديهم -الشيعة- فالشخصية التي يفضلونها ترفع الى السماء بالمديح والتبجيل اما الشخصية التي يفضلها السنة فيحتقرونها ويبغضونها , نستنتج من هذا الاختلاف والتلاعب بالتاريخ ان انه لايجب ان تتدخل العواطف في الحكم على التاريخ وشخصياته فيجب ان يوضع التاريخ بكل حيادية بسلبياتها وايجابياتها , لم لا فهذه الشخصيات بشر تخطئ وتصيب وهي ليست فوق النقد .
هذا يجعلنا نتسال هل التاريخ لم يحرف لحساب اشخاص معينين ؟
جواب السؤال لا استطيع تحديده لعدم امتلاكي للادلة لكن سيكون جوابي بالافتراضات , فعند طوائف المسلمين نجد ان كل طرف لديه تاريخ معين يتشابه مع تاريخ الطائفة الاخرى لكن باختلاف تصوير الشخصيات , فالشعية لديهم الرويات التي تبين ولاية علي بن ابي طالب كمثال والسنة لديهم عكس ذلك ويخرج الينا طائفة اخرى تطلب ولاية ولي من اوليائها وطائفة اخرى تجبرنا على تصديق مؤلف تلك الطائفة و الى ما هنالك من ترهات , والكل لديه مايسنده من روايات واحاديث هنا نستنتج بان العامل المستند عليه جميع الطوائف هو الروايات , فهل نستطيع ان نعتمد على ذاكره البشر لأقامة عقيدة؟
اخيرا , كل الشخصيات التاريخيه لها اخطائها وصوابها الذي سجل لها وعليها وهي ليست فوق النقد فهي كحال باقي البشر غير معصومة من الخطأ وان لا نقف على ماتعلمناه في المدارس وما نشاهده بالتلفاز من افلام وقصص البطولات وايهامنا بانهم خلقوا هكذا منزهين عن الاغلاط , المشكلة التي اواجهها حين اخبر احد الاشخاص بان شخصية تاريخية قد ارتكبت خطأ معين فاراه قد اشتطاط غضبا ولولا الصداقة التي بيننا لكفرني كما قال , ما الذي يمنع ان نتقد هذه الشخصيات وحتى رؤساء البلدان وحتى اهلنا ورؤسائنا بالعمل ؟
الكل نستطيع انتقاده وليس هنالك اي شخص لم يرتكب الاخطاء ولايريد ان ينتقده احد ... وهذا راي الشخصي

ليست هناك تعليقات: