بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠٠٩-٠٧-١١

الوهابية، طاعون الامة الاسلامية


الوهابية انفجرت مع نافورة الزيت، التقت مع عقلية إسلامية مشلولة فأنتجت تنطعا.
إسلام البحيري

جمعنى منتدى علمى فى إحدى الجامعات الأجنبية فى الخليج مع باحث غير عربى متخصص فى الإسلاميات وقد تابع بشكل ما تجربتنا فى اليوم السابع التى لا تزال فى مهدها، وقد وجه لى ثلاثة أسئلة مقتضبة فى لقاء لم يستغرق دقائق فقال لى: ماذا تنتظر من وراء ما تكتب؟ فقلت: التحرر من سلاسل وأغلال التراث وتلمس روح التطبيق الأول للإسلام من خلال لحظة تاريخية توافق تركيبات حياتنا المعقدة, فسألنى: لماذا البدء من التراث وليس من الواقع المعقد؟ فقلت: لأن ذلك السبيل الصحيحة لأننا لو بدأنا من الواقع المعاصر لكان فى نظرى كمن بدأ تنظيف سلم من آخر درجاته فكلما صعد درجة لينظفها أهال التراب والقاذورات على ما كان نظفه من قبل, والحل الوحيد أن يبدأ السلم من أعلى درجاته, فسألنى سؤاله الأخير: ما هى أكبر العوائق بنظرك التى تحول دون التأثير الذى تنشده؟ فقلت له: عائقان فقط.. عقلية المسلم المعاصر والوهابية.

نعم لأن الوهابية هى الضربة القاصمة التى تلقاها المسلمون بعدما تشكلت بذرتها وأثمرت ورقتها مع إمامهم «محمد بن عبد الوهاب», ومع انفجار نافورة الزيت تحت الصحراء الوهابية كان التحول الأكبر فى تغلُّب الوهابية على الجميع, فقد انساحت أفكارهم بكل الوسائل, فى الإعلام، فى شرائط الكاسيت، فى الكتب، فى الإنترنت، فى دعم المراكز الإسلامية فى أوروبا وأمريكا, وحتى باستخدام البشر من خلال أزلامهم وأذيالهم فى كل مكان، ما أنتج عقليات مسلمة مغيَّبة لم تعرف العظماء الحقيقيين كرفاعة الطهطاوى ومحمد عبده ومَن بعدهم, ولكنها أصبحت تعرف جيدا أسماء «محمد بن عبد الوهاب», «ابن باز», «ابن عثيمين», «ابن جبرين» وشركائهم, ورغم أن المسلمين فى حالة خراب عقلى من قبل الوهابية فإن ظهورها وتمكنها فى القرن الماضى أكد على انعزالية المسلمين وساعد فى تخلفهم عن ركب الأمم العظيمة التى قادت العالم وتقوده إلى الآن.

وتلاقت الوهابية بالضرورة مع عقلية إسلامية مشلولة وجاهلة وفارغة وكان هذا التلاقى قاسما مشتركا اعتمدته الوهابية لإنتاج هذا التشدد والغلو الذى دمر حياة المسلم المعاصر, والغريب أن نجد البدو الأعراب قد تسللت ثقافتهم إلى مصر فأصبحت للوهابية سوقا فى مصر وشيوخا من أزلامهم تفتح لهم القنوات ليُفتون ويُستفتون, وصدروا لمصر ولغيرها دينهم الجديد, دين القشور, دين تقصير الثوب وإعفاء اللحى والسواك الظاهر فى جيب الصدر, ومن عجب أن تجد أزلام وأذيال الوهابية فى مصر يتأسون بسنة أسيادهم البدو فيلبسون ملابسهم ويضعون على رؤوسهم هذه الـ«الطرحة» البيضاء البلهاء القبيحة, ليؤكدوا مدى ولائهم ومدى انسحاق الهوية المحلية -فى مصر أو غيرها- أمام الاكتساح البدوى البترولى, رغم أنه لو تخيلنا أن العكس قد حدث وقرر شيخ وهابى هكذا فجأة أن يرتدى مثلا زىَّ علماء الأزهر «الجبة والكاكولة» أو ملابس علماء الزيتونة فى تونس, لأقام الوهابيون عليه الحد, ولكن الانسحاق يأتى دائما من الطرف الأضعف, وهذا الانسحاق لم يتوقف على أذيال الوهابية القابضين من خيراتهم ولكنه انسحب على أجيال من تلامذة هؤلاء حتى إننا لنجد الشباب الذى يقولون عنه بالتعبير الوهابى «ملتزم» نجده يقصر «البنطلون» و«يقصه» مثل الأبله السفيه, ليقدم أسوأ صورة عن المسلم فى كل مكان, كما انتشرت بين البنات والشابات الجلابيب السوداء اعتقادا منهن أنه اللون المعتمد للنساء الملتزمات.

وقد أنتجت وأفرزت كل هذه التفاعلات بين العقلية الشلَّاء للمسلم, وبين دين التشدد الوهابى فقها ومنهجا يحرم كل شىء فى حياة المسلم دون أدنى نظر أو فهم أو تماس مع واقع الحياة المعقد والمركب.

فكل حياة المسلم تقريبا أصبحت فى حرام: التلفزيون حرام- السينما حرام- الغناء حرام- الموسيقى حرام -الفنون بكل أشكالها حرام -الرسم حرام- الصور الفوتوغرافية حرام- التماثيل شرك وجاهلية- الاختلاط بين الرجال والنساء حرام- العمل فى مكان به اختلاط حرام- البنوك حرام- العمل فى البنوك حرام- الاستثمار فى البورصة حرام- الصحافة حرام- الإنترنت حرام- خروج المرأة حرام- خروج المرأة للصلاة مكروه جدا-كتابة الشعر وقراءته حرام- مصافحة النساء فجور-كشف وجه المرأة سفور وفسوق- أخذ المرأة بضع شعرات من حاجبها يدخلها النار ملعونة مع كفار مكة- حلق اللحية للرجل حرام- الموبايل بالكاميرا حرام- خاتم الخطبة والزواج «الدبلة» حرام- الذهاب للمصايف حرام- القروض المالية حتى للمحتاج حرام- عمل المرأة حرام- الأفراح والأعراس المختلطة حرام- ارتداء المرأة الألوان الزاهية حرام - لُعَب الأطفال كالشخصيات الخيالية والعرائس للبنات حرام بل تطرد الملائكة من البيت- أفلام الكرتون حرام وقد طالب الشيخ الوهابى «المُنجد» أخيرا فى فتواه بقتل «ميكى ماوس»- السفر إلى بلاد الخارج للسياحة حرام- سفر المرأة بدون محرم حتى إن كان للعلاج أو للعلم أو حتى للحج حرام- الفكاهة «النكتة» حرام لأنها تعد كذبا- الرياضة للمرأة حرام- تولى المرأة الولايات العامة أو القضاء حرام لأنها غبية وناقصة عقل ودين- تعطر المرأة زنا وحرام..إلخ.
وهذه التحريمات باختلاف أصولها وفروعها وأنواعها هى جزء من كل, وهى نتاج لأشد الآراء التراثية غلوا مخلوطة بنتاج آراء «ابن تيمية» مُنظِّر الوهابية غير المباشر، وصولا إلى إبداعات الوهابية المعاصرة لكى تنتج ما ذكرنا مثالا مبسطا عليه، حيث إن التحريمات فى حقيقتها أضعاف مضاعفة لما سبق, فكل الصغائر والفروع والأشياء المستجدة هى حرام بداءة حتى يثبت العكس, ما أدى إلى خلق عقلية مسلمة مشوهة تسأل فى كل صغيرة وصغيرة، وتراجع عن الصورة الهدف الأسمى لوجود الدين فى الأرض.

وحتى على الجانب التنظيرى الفكرى فقد رسخت الوهابية فى عقول المسلمين أنها الفرقة الناجية, واختطف فقهاء الزيت مفهوم «أهل السنة والجماعة»، وأصبح الوهابيون هم أهل السنة وما عداهم فهو ضال مضل فاسق, فكل المذاهب الفقهية خاطئة إلا هم: الحنفية مبتدعون- الشافعية والمالكية على غير هدى- المعتزلة كفار- الظاهرية مبتدعون لا يعتد بخلافهم-الصوفية ملاحدة وكفار-الأشاعرة والماتُريدية ضُلَّال فُسَّاق «وبالمناسبة كل علماء الأزهر الشريف تقريبا من الأشاعرة والماتُريدية, لذا نجد الوهابيين يصرحون تارة ويلمحون تارة بأن علماء الأزهر ليسوا على العقيدة الصحيحة»- فقط يدَّعى الوهابيون أنهم حنابلة والحقيقة أن «أحمد بن حنبل» منهم براء, أما شيخهم غير المباشر «ابن تيمية» فهو الذى لقبوه بشيخ الإسلام ووضعوا رأيه فوق كل أحد وعلى رأس كل قول- وسيأتى مقال نفرد فيه لابن تيمية وحده- أما محمد بن الوهاب فهو الأيقونة التى أعطتهم شرعية تكفير المخالف بل قتله إن استطاعوا, ولم لا وقد فعلوا ذلك من قبل, ولذلك نجد الوهابية قد تلقفت الاتهامات القديمة الجاهزة وأزادت عليها التُّهم المستحدثة لكل مخالف لهم فهو إما: «معتزلى- مبتدع- زنديق- ملحد- رافضى-أشعرى» بالإضافة إلى التُّهم الجديدة: «علمانى- ماركسى- مادى- ليبرالى- عقلانى» فهذه الاتهامات وملحقاتها هى الرشاش الذى يبصقه الوهابيون وصبيانهم فى مصر فى وجه من يخالفونهم أيا كان نوع المخالف أو المخالفة, فهم على استعداد لسب أى أحد فى عرضه وشرفه ودينه فى ثوان معدودة إذا استبان لهم أنه اجترأ على مخالفتهم, والغريب أنهم يبيحون لأنفسهم سب الآخر ورميه بالفسق والكفر والجهل والبدعة والعلمانية وذلك من السلف والخلف على سواء ولا يحتملون هم ولا تلامذتهم أن يُخالف أو يُعارض واحد منهم وكأن الناس كلها مستباحة وهم آلهة منزَّلة, كل الناس مخطئة وهم وحدهم معهم الحقيقة, كل الناس لا تعلم وهم فقط الذين يعلمون, كل الناس تفرط فى دين الله وهم فقط الذين أوحى الله إليهم بالدفاع عن دينه, كل الفِرق والمذاهب والجماعات هالكون وهم الفرقة الناجية هم المهدية هم أتباع الرسول وكل المسلمين مبتدعة, وذلك دينهم الذى ينشرون.

نتاج الحقبة الوهابية السوداء والمستمرة:
تكفير وتبديع المخالف ابتداء من العقيدة التى أضاع المسلمون فيها مئات السنين من السفسطة الفارغة, ولكن كل الفرق وفى أسوأ أحوالهم لم يكفروا المخالف مثلما يفعل الوهابيون وقد انساح ذلك الفكر على العقل المسلم فأصبح انتهاك شرف وعرض المخالف مباحا فى شرع الوهابية ومباحا عند كل مسلم يتخيل أنه يدافع بهذه البذاءات عن دينه.
اتساع دائرة التحريمات المختَلََََقة كبقعة زيت آخذة فى التمدد بلا هوادة على أيدى فقهاء البدو الأعاريب وأيدى الأذيال والأتباع ما أدى إلى ترسيخ أوهام فى العقل المسلم أن تلك التحريمات من دين الله وشرعه بل هى فى حقيقة الأمر من دين الوهابية وشرعهم فالله فى التنزيل الحكيم يقول: «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ» النحل 116.

احتقار النساء بشكل فاق كل تصور حيث دمج الوهابيون ثقافة البدو المتغلبين على النساء بحكم القبيلة وخلطوها بأحكام الفقه وخلقوا منها جزءًََا مهما فى دين الوهابية, وليس هنا مجال لإفراد الحقائق والبليَّات فى هذا الجانب ولكن الأسى الحقيقى أن أحكام القبيلة تماهت بأحكام الدين وأصبحت الوهابية تغزو كل البلدان شرقا وغربا من خلال قنواتهم ودروسهم ومن خلال هذه الأشياء التى تخرج لتفتى فى الناس حسب شرع الوهابية.
اختفاء وتوارى المعنى الحقيقى للإسلام وهدفه فى إقامة العدل والحرية والمساواة والإخاء والتسامح, وظهور القشور الغبية كتقصير الثوب وإعفاء اللحية وحف الشارب ووجوبية الختان للإناث, فأصبح الإسلام دينا مفرغا من داخله يمثل طقوسا شكلية فقط لا أكثر.

أما الإشكالية الكبرى التى آتت أكلها من ثمار الوهابية فهى الفكر المتطرف الذى تحول اصطلاحيا فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى إلى مصطلح الإرهاب حاليا, فقد كان شيوخ الوهابية حينها يتباهون بشحن هذا الفكر وتجهيزه بالعدة الفكرية والفقهية وكان مصطلح الصحوة الإسلامية هو المصطلح السائد حينها, فلما فرغت أيدى شباب الصحوة مما كان يشغلهم انقلب السحر على الساحر وضرب التطرف معاقل الوهابية التى كانت فى السابق بلد المنشأ لهم على طريقة «علمته الرماية فلما اشتد ساعده رمانى» فعادوا ليضربوا الوهابية بنفس السيف الذى تعلموه وشربوه من ذات شيوخهم سيف التكفير, ويالها من مفارقة أن يتذوق الوهابيون بعض ما عملت أيديهم ويحاربوا بنفس الذى كانوا يحاربون به بالأمس, نفس الآيات وذات الأحاديث «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده», نفس الفتاوى والأفكار التى كان يتغنى بها شيوخ الوهابية فى شرائطهم ومحاضراتهم فى بداية الثمانينيات, والمفارقة الأعجب أنهم ذاقوا نفس البذاءات التى علموها لهم, الآن يتحدث شيوخ الوهابية عن آية «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» وكأن هذه الآية أنزلت من قريب, الآن يتحدث شيوخ الوهابية عن احترام العلماء وتوقيرهم وهم الذين علموهم كيف يسبون المخالفين ويفحشون فى أعراضهم, الآن رجع الفكر والفقه الوهابى للفتاوى حسب الطلب, ومما يثير الضحك هو حالة الشيزوفرينيا الحادة «الفصام» التى أصبحت عليها الوهابية, فلو قُدِّر لأحد أن يسمع محاضرات الشحن المعنوى أيام الصحوة لما صدَّق هذا التغير بل الانقلاب من الوهابية على آرائهم القديمة, ولكن الوهابية فى ثوبها الجديد عند من انقلبوا عليها وهابية مداهنة تأكل بعضها وتكذب نفسها.

ومن جراء التراث الثقيل الذى كبَّل الإسلام ثم بفضل ظهور الدين الوهابى وامتلاكه زمام الأمور لم يقدم المسلمون منذ عصور سحيقة شيئا نافعا للإنسانية, فماذا قدمت هذه الأمة للعالم الذى تعيش فيه؟

لقد أصبحنا بفضل الوهابيين عالة على الأمم فى هذا الكوكب, بفضل الوهابية تمكنا من تحقيق النصر الكبير وإثبات أن السواك أفضل من معجون الأسنان, بفضل الوهابية استطعنا أن نشق طريقنا لإثبات أن الأرض لا تدور كما كتب زعيمهم ذات مرة فى كتاب مطبوع ومنشور, بفضل الوهابية أصبحنا فراغا كبيرا موجودا على هذه المنطقة من العالم, فالوهابية التى تنعت الغرب دائما بالغرب الكافر الملحد جعلتنا نأخذ من هذا الغرب الكافر الملحد كل ما يقيم حياتنا, بفضل الوهابية انزوى العقل المسلم وانشغل بذاته ليلا ونهارا وأصبح يتمحور حول نفسه وأصبح الإنسان فى الغرب الكافر الملحد ينشغل أكثر بمجتمعه وبتقديم شىء نافع للإنسانية, ورغم أن القاعدة الفلسفية تقول «الكل أكبر من مجموع أجزائه» إلا أن الجزء فى المجتمع المسلم قد دمر الكل فأصبح المجتمع المسلم عالة لا يقدم شيئا للعالم, فما بين فتاوى الطهارة والبنوك وعدد مرات الطلاق وفتاوى رمضان ثم فتاوى الحج يمر العام تلو الآخر والوهابية تخوض على قنواتها حروبها المقدسة الطاهرة عن نمص الحواجب والنقاب ذى العين الواحدة وتبرج النساء وفتنتهن وحرمة الموسيقى وقتل «ميكى ماوس», وحتى المنظومة الأخلاقية الحقيقية للإسلام السمح والراقى والعقلانى لم نستطع أن نقدمها للعالم بل الحزن والأسى أننا قدمنا لهم «ابن لادن» و«أيمن الظواهرى» و«الملا عمر» قدمنا لهم ما جعلهم لا يصدقون أن الإسلام بخلاف ذلك, هذا ما جنته الوهابية على الإسلام وعلى المسلمين, نحن قدمنا لهم ثقافة الخرافة والدجل والسحر التى انتشرت وتوطدت فى العقل المسلم بفضل شاشات الوهابيين التى تأخذك إلى النار, والغرب قدم لنا السحر الحقيقى قدم لنا قطعا من البلاستيك نحفظ عليها فى حلنا وترحالنا أطنانا من الكتب وقدم لنا قطعا أخرى من البلاستيك نتكلم بها ونتواصل من خلالها فى أى مكان من مشارق الأرض ومغاربها, قدم لنا الغرب الكافر الملحد النموذج الكامل فى النجاح فى كل شىء, وقدمنا له بفضل تقديس تراثنا الثقيل قديما والوهابية حديثا نموذجا للفشل, والوهابيون رغم كل ذلك مازالوا يلعنون الغرب الكافر الملحد والشرق الأقصى أيضا الكافر الملحد صباحا ويشترون ليلا طائراتهم وسياراتهم وأدويتهم, الوهابيون يذهبون للعلاج فى مشافى الغرب الكافر الملحد ويدعون عليهم فى صلاتهم أن يبددهم بددا ويحصيهم عدداً, وما ذلك إلا حصائد ثقافة النفاق والانتهازية التى أشاعها الوهابيون, فهنيئا للغرب والشرق ما قدموه للإنسانية وهنيئا للوهابيين بتقصير الثوب والـ«شورت» الشرعى.

وكما قلت لصديقى الباحث البريطانى أؤكد مرة أخرى أن العائق أمام أى تقدم منشود فى هذه الأمة هى الوهابية والعقلية الإسلامية التى لم يعد فى مقدورها أن تتخيل أن السابقين بشر, وأن التراث من صنع رجال أمثالنا, هذه العقلية التى آمنت بقاعدة «أبى حامد الغزالى» «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» رغم أن الغزالى كان يقصد بها قضية فلسفية لا مجال لذكرها هنا, ولكن المهم أنها انسحبت على الفكر المسلم لتعطى للأولين قداسة ولعقولهم عصمة, فلما اجتمعت وتلاقت هذه القواعد البالية مع الوهابية كانت نقطة الفناء التى طمست روح الإسلام وشوهته, وإنى لأذكر كلمات ما زلت أسمع صداها من العالم الفرنسى وأستاذ الفيزياء الحيوية «عبد الحق جيدردونى» الذى دخل الإسلام من بابه السمح من باب التصوف وهو يقول: «إن أوروبا تحتاج المنظومة الإسلامية السمحة الآن أكثر من أى وقت مضى».
الإسلام هو آخر فرصة حقيقية أعطاها الله للإنسانية ولكن أثقال تقديس التراث وحماقة الوهابية أضرا بنمو وازدهار هذه الفرصة قبل أن يضرا بالمجتمع المسلم فالوهابية هى خيمة الظلام التى حطَّت على العقل المسلم.

ومن الصدف الموضوعية أننى أجد تشابها كبيرا بين نوافير الزيت الذى نفر تحت مجالس الوهابيين وبين عقولهم وآرائهم, الاثنان خرجا من تحت الأرض بنفس سرعة الطفو المؤقت, نفس اللزوجة, نفس الرائحة العفنة, نفس التلوث الذى يحدثانه, ونفس اللون الأسود الظلامى, وكما سيختفى البترول يوما ما, أثق أن الوهابية ستندثر فى يوم قبله.

المقال للأستاذ الفاضل إسلام بحيري . جريدة اليوم السابع . الخميس 18 ديسمبر 2008. "المصدر من موقع الذاكرة"
===================================================================

خلال تصفحي اليومي للأنترنت والذي أصبح أكثر صعوبة من ذي قبل بسبب الحجب الواقع على المدونة وبسبب جهلي البسيط بأمور البروكسيات وماشابهها من علوم القرصنة والإختراقات اصبحت مشاركاتي قليلة لكن زياراتي لم تنقطع , فتحت موقع الذاكرة الشهير فإذا به قد حجب لدينا بالكويت وهو لايتعدى موقع يحوي مقالات علمية فلسفية نقدية تاريخية ..الخ أنصدمت لمدة ثانيتين حتى تذكرت بأني بالكويت المتعرعرة التي قد زاد بها التعرعر حتى اصبح الأمر مقرفا بالتشبه بالهيئة "الوهابية" دعوني أسميها بهذا الاسم حتى أغيض بها زميلين سعوديان تعرفت عليهم بأحدى سفراتي لبلاد الكفرة لا أعلم إذا الأثنان يعرفان بعضهم أم لا لكنهما يتشابهان في محبتهم لمحمد بن عبد الوهاب وقد يتمادى بالصراخ ورفع اليد في حالة لو مس النقاش شخص محمد من عبد الوهاب طبعا في بلاد الكفرة شكوى واحدة عليهم حتى يردا الى بلدهم بعد ضرب مؤخراتهم , الزميلان "س" و "ص" الأول دار بيني وبينه نقاش عن محمد بن عبد الوهاب وبالحقيقة النقاش قد كان عن تاريخ المملكة لكن ذكري لكلمة "الوهابية" هي ماجعلته يثور بشكل حاولت فيه أن أخفي ضحكتي وللعلم أن "س" ينوي أن يكمل دراسة الماجستير هناك وهو الذي يجب عليه معرفة أصول المناقشة لكن الزميل أنصب يكيل التهم بأني كويتي و بأني شيعي و بأنه كان يعلم بأني حاقد على المملكة لكن تقيتي منعتني من إظهار الأمر :) أما "ص" فهو كان العاقل بينهم لكن غيرته لم تمنعه من التطفل في نقاش دائر بيني وبين أحد الأصدقاء هناك حول الزميل "س" ومدى تعلق الزملاء السعوديين بمحمد بن عبد الوهاب حيث فزع باقي الحضور مع الزميل "س" طبعا عندما أتحدث عن محمد بن عبدالوهاب فأنا أتحدث عن فكره فقط وليس لي علاقة بشخصه لكن الزملاء ومن بينهم "ص" قد حاولوا تبيان مدى صحة الفكر "الوهابي" والذي ينكرون تسميته بهذا الأسم الذين يرونه تصغيرا لشخصه "ص" خريج شريعة وينوي إكمال الماجستير أيضا لكن الحديث معه كان مشوقا فبحكم دراسته هناك بالسعودية والتي هي مشابهة للجارتها الكويت فالمناهج العلمية والتاريخية ناقصة ومحجوبة منعا للفتنة وللفضيحة لذا كان الحوار معه متعة فقد كنت أضع أمامه المراجع التي أستند إليها وبعضها يحوي عن الفكر العلماني وبعض الديانات المنسية وكان إستنتاجه بأن الفكر العلماني هو عمل صهيوني لإضعاف المسلمين وبأن الديانات المنسية مثل الإسماعيلية بأنها طائفة شيعية فقط !! محاولتي له ولباقي المستمعين تبيان ضحالة الفكر "الوهابي" وعدم مناسبته مع العالم الغربي بحكم تبنيه لعادات الجزيرة العربية البدوية وجموده الغير قادر على مواكبة التطور وهو بالحقيقة لم يكن لينتشر للبلدان المجاورة لولا البترودولار والبروغاندا الإعلامية التي ساعدته بالإنتشار سريعا حتى وصل لأمريكا الشمالية والجنوبية وروسيا واستراليا بنفس الفكر البدوي وهذا بدوره ماجعل تضارب الافكار هناك تؤدي للمشاكل فتخيل شخصا يعارض خروج أخته مع صديقها او زوج يعارض عمل زوجته او أب يمنع قيادة أبنته للسيارة , أعتقد بأن المقال أعلاه يكمل مايجول بخاطري الذي تشتت بعد تدخيني التبويقه و أيضا عناد لمن حجب الموقع .



هناك ٨ تعليقات:

:) يقول...

وبسبب جهلي البسيط بأمور البروكسيات وماشابهها من علوم القرصنة والإختراقات اصبحت


""

:) ؟؟؟!

rawndy يقول...

هلا راي

لقد نسيت أنا وأنت الخطر الرهيب السعودي

وهو مكاتب توعية الجاليات الذين يضايقون السيخي والبوذي والهندوسي والمسيحي ليسلم ليحصلوا على مكافأة مجزية وبعدها ينظم إرهابيون جدد لهم


ينظم لهم كل سنة الآلاف من عمال المصانع والشركات مخدوعين بهم وبعض تلك الجاليات يريدون المكافأة السعودية وهي تقريب الألفي ريال لكل مسلم جديد
فيعود السيخي والبوذي لبلدهما وهما حقودان خسيسان منتفشي اللحى كارهان لحضارتهما ولدين أهلهما ولأصدقائهما ويبدأن بالمشاكل والتفريق والحقد

لي موضوع جاهز عن هذه المكاتب الإرهابية وسأنشره لاحقاً

مش فاهم يقول...

اغبى طائفة او مذهب في الدين الاسلامي كله هي الوهابية او السلفية .. و للاسف هي من كنت انتسب اليها قبل خروجي من الدين

نبراس العتمة يقول...

راي العزيز

موضوع البحيري عن الوهابية موضوع سلط الضوء بما فيه الكفاية على خطر الأصولية الاسلامية المثمثلة في التيار الوهابية المكتسح للخليج..
بالنسبة لي أعتقد أن الوهابية تحمل بذرة فنائها في نفسها لو قيد للعثيمين وابن باز أن يعيشا دهرا آخر لكفر أحدهما الآخر..
الألباني الذي يدعي بعضهم أنه الدي يخرج من كل 100 سنة هناك من السلفية من قام بجرد زلاته..
أعرف أن هذا التيار بأرجله الطينية هو الى انهيار على رؤوس أصحابه..
الذين يعيشزون الآن ازدواجية حقيقية وارتباك في المفاهيم أمام الاجتياح التقني فقط..فماذا عن الاجتياح الاقتصادي والثقافي ووو..والذين ينهقون عن غزو تغريبي نسوا أن هناك اضمحلال حتى في عرعرتهم..
انطلاقا مما سبق يبدو لي عزيزي أن هذا التيار الذي يبدوا سامقا عاليا هو مثل برج بيزا الآن مع فارق بسيط، الأول سيظل مائلا، والثاني إلى انبطاح وانهيار..
بالنسبة لي أعتقد أن هناك تيارات رجعية أخطر، هي الأكثر انتشارا في باقي دول العالم..
تيار الاعتدال المرن هو مبطن بوهابية خرافية، هو مثل الجيفة مقدمة على طبق بتوابل بادية لكل ذي عقل لبيب قربة جدا من الفارين من مداهب تكفيرية..نقول في مثل مغربي " جا يهرب من البول سقط في الخرا"
أعتقد أن خطر الاتجاهات الاسلامية المدعية للمرونة والعصرنة أخطر..لاحظ معي مرأة بالدجينز والسرة المكشوفة والحجاب؟؟؟؟
الاتجاهات المنتشرة في العالم العربي والدول الأخرى اتجاهات تمارس شدودا اسلامويا بعد انهيار الوهابية..

مودتي الدائمة

لاديني يقول...

لو لم تحصل الوهابية على نافورة النفط التي لديها اليوم لما كان لديها كل هذا الامتداد
تأثيرها طال كل شيء وأي شيء

ويوماً ما سوف ينتهي هذا المهرجان المزعج
وحينها ستنكشف الحقيقة

حتى الستينيات وربما بدايات السبيعينيات
تمكن العلمانيون من جعل الإسلام والأديان عموماً مقتصرة على المساجد وأماكن العبادةوالخرافات
ومن يشكك في كلامي هذا ما عليه إلا أن يطلب من والديه إهداءه أي صورة شمسية تعود لتلك الفترة
وليتأمل لباس الناس ومظهرهم وهيئتهم في الصورة..أياً كانت بلده العربية..ليدرك حجم الهوة التي سقطنا فيها اليوم
لكن النهضة السعودية والخليجية عموماً التي ساهم في إنشاءها النفط إسهاماً كبيراً أعاد الفكر السلفي المتحجر إلى الواجهة
وعاد الإسلام السياسي بقوة لم يكن يحلم بها الإخوان المسلمون أنفسهم

وهانحن نرى ونعايش أي درك وصلنا إليه بفضل الوهابية

والحديث يطول....


فقط أريد أن أسجل إعجابي بما تكتب عزيزي راي


وتقبل احترامي لشخصك الكريم

غير معرف يقول...

رواندي

الكتاب وصل وسوف ابدأ بقراته .






مش فاهم

غبائهم سوف يضيعهم .








نبراس العتمة

اتفق معك عزيزي بان الوهابية ينطبق عليها المثل "ماطار طير وارتفع الا كما طار وقع"







لاديني

الحترام مسبوق لك ولكتاباتك عزيزي , صدقت فايام الستينات والسبعينات كانت العصر الذهبي للدول العربية لكن بعد ثوران النفط واستطاعة البترودولار ان يصل بالفكر للعالمية جعلت العصر الذهبي يولي .





===
RAI
===

غير معرف يقول...

I can only agree with the title, as any person with the least common sense would, but disagree with some of what follows

You mention that we should be freed from two things: Islam and traditions. Freedom from religion is a natural thing since no one can force ideas into or out of your head. State oppression in this regard may dictate your lives - as Saudi does - but no one may command you to think a certain way

Seeking freedom from traditions or as you have labeled as "Al Turath" is a negative thing. Your "Turath" is an integral part of you, who you are and where you've come from. Wiping traditions is to become a blank slate, which no person should seek since it abolishes your crucial tie with your land and people

We all, no matter where we come from, have an organic tie with the land and its people; this tie is represented through traditions. Without traditions, we cannot have any love nor compassion to the land or people and therefore we may never be able to reach nor help enlighten them as masses who deserve a better life

Traditions are the grounds on which you must move, through your roots. But I somehow feel that you've lost any form of attachment to your people and to your land, which is a shame really since this will debilitate you from building on reform and righteousness

Your lack of "roots" and allegiance to anything surrounding you - which I've noticed throughout many of your previous posts - will do just that .. it will alienate you from your society, whose concerns should be high on your list of priorities

Without possessing a national identity, you would have no moral standing to speak up for what's right for the public

عبداللات (عبدالرحمن سابقاً) يقول...

لا يوفوتكم قراءة فتوى لبس حزام الأمان من الناحية الشرعية.هههه