هممت للخروج من النادي بعد عناء وتعب اثر تدريبات ابو سالم التي تشبه الاعمال الشاقة , اثناء صعودي للسيارة تصادف مرور احد الاصدقاء القدامى وتبادلنا اطراف الحديث وتفاجأت حين سألته بتركه للمنكرات فكان جوابه بأنه ترك التبويقه والكأس والبنات حتى أنه باشر يواضب على صلاته كنت استمع له وانا فاقر فاهي وهو يكمل بأنه يريد شراء لابتوب وبلاي ستيشن حتى يتسنى له الجلوس بالمنزل ولايخرج لمشاهدة الفساد والرذيلة المنتشرة بحد قوله حاولت إستيعاب كلامه وتسائلت هل هذا تأثير الشيطان أم برنامج قذائف ؟!
حلفته بجوني ووكر الذي كان سبيلاً ينهل منه بأن يخبرني عن سبب تغييره المفاجئ !!
فقال السبب هو موت صديقه بحادث تصادم , وانه لايعرف متى سيموت وان الموت يأتي فجأة وان للقبر ظلمات وعذابه شديد و بلا بلا
لاحظت تزايد ظاهرة التدين في الاونة الاخيرة تزامناً مع الصحوة الاسلامية والدعوة للعودة الى الاحكام الاسلامية الاصيلة وهي غالباً ماتكون ظاهرية وسطحية متناسين جوهرهم , هذا الموضوع يذكرني بحالة اصدقائي العائدين من الدراسة بالخارج -ولا اعلم لما امريكا بالذات ؟! -فمن بين عشرة يرجع لنا اربعة ملتحين واثنان اخونجية الفكر
فكنت انبه اخي الصغير ان لايرجع لنا مثلهم وان لايؤذينا بعقليته الجديدة المغبرة حتى لايطلق عليه صفة الحيوانات كالجوري فالدراسة بالخارج وبالدول المقدمة والمتفتحة الفكر لهي فرصة للانسان لا تتكرر بحياته كثيرا فهي تعلمه ثقافات جديدة ومهارات وافكار حديثة تجعله يتعامل مع اناس متطوري الفكر فيستطيع بها ان يفيد بلده ويفيد نفسه , لكن إن لم تغير الغربة وحال البلاد الحرة فهذا يرجع لخلل في تربيتهم ونشأتهم الطفولية وتأثير الوالدين لهم .
التدين حرية اعتقاد لم شاء فلا علاقة لي بمن أطال لحيته او لبس الصليب لكن عندما يصبح التدين وسيلة لقياس مستوى أخلاق الفرد فهنا اتدخل , سبب تقدير الناس للمتدينين يرجع الى مواضبتهم للعبادات وطاعتهم لربهم الذي بدوره يرجع للاية "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا" لكنها لم تمنعهم من الرشاوي والسرقة والزنا وشرب الخمر وباقي المعاصي ماخفي منها وما ظهر !!
يدعي الكثير من المتدينين بأن مايقمون به من معاصي واخطاء تعتبر معصية يغفرها الرب فهو غفار للذنوب لكن مادون الشرك , فلذلك نلقاهم يسارعون الى اختراق المنتديات والمدونات المخالفة لفكرهم وهذا الامر لايعتبر معصية بل ثواب يجزون عليه .
أطالة اللحى والسواك وتقصير الثياب ماهي الا سنن ابتدعها صلعم فإطالة اللحى وحف الشوارب هي فقط مخالفة للمجوس ولولا ان يشق على امته لامرهم بالسواك فهي مرضاة للرب ومطهرة للفم , واما تقصير الثياب فلا تعليق عليه فهي اشبه بمن يلبس ثوب اخيه الصغير او ان الشخص فقير ولا يمتلك مبلغ باقي القماش , كل هذه الاسباب لاتجعل المتدين ذو خلق فهي شكليات ابتدعت لابراز اختلاف المسلمين عن باقي الديانات الاخرى .يدعي الكثير من المتدينين بأن مايقمون به من معاصي واخطاء تعتبر معصية يغفرها الرب فهو غفار للذنوب لكن مادون الشرك , فلذلك نلقاهم يسارعون الى اختراق المنتديات والمدونات المخالفة لفكرهم وهذا الامر لايعتبر معصية بل ثواب يجزون عليه .
أخر الكلام على من يرغب بالتدين فعليه بجوهر الاسلام وذلك بقيمه الانسانية المشتركة مع باقي الناس وليس مايخالف الفطرة السوية للانسان , والابتعاد قدر الاماكن عن القشور والشكليات والمحافظة على اللب والتمسك به جيداً .
==========
عيد ميلادي الرابع والعشرون
4 ايام
سأقضيها بعيداً عن تعاسة الظواهر الدخيلة
و
ونفاق رمضان