بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠١٠-٠٨-٠٩

ويستمر قطار الموت





لم أشئ أن أكتب أي شيء عن موت الأستاذ الدكتور أحمد البغدادي ليس نقصاً به لكن هذا ما تعلمته منه أن لا أنتقص حق أحد او أفضل شخص عن شخص فالكثير من المفكرين قد رحلوا عن الدنيا ولم أكتب عنهم شيئا وهذا أيضاً ليس نقصاً في حقهم بل لعدم تكرار نفس المواضيع والمعلومات التي كتبها الكثير من المدونين الاعزاء , المميز بالدكتور كونه الأب الروحي لي وأعتقد للكثيرين من المدونين أيضاً وهذا لسماحته وسعة قلبه وعطائه المستمر وحبه للتعليم وفكره المنير , لم أصدق الخبر حتى اليوم وإلى اليوم افكر كيف ستكون الحياة دون هؤلاء المفكرين الذين رحلوا عنا كيف ستكون الحياة دون عقول منيرة تنير لنا الطريق ما طعم العيش بدون مقالاتهم التي تجعلنا نعيش الأمل بأن الغد من الممكن أن يكون أفضل , لكن فجأة تذكرت قول الدكتور لي وكان جوابأ لتلك التساؤلات "أنتم الأمل الذين نتطلع بهم وليكن كل منكم نورأ يشارك به ولا يعتمد على الشمس لوحدها, ثم أبتسم"
نعم فنحن نستطيع ذلك نستطيع أن نساعد من يحتاج للمساعدة وسوف نموت ويأتي غيرنا أيضاُ يحملون نفس الفكر سيساعدون غيرهم وبذلك تدور العجلة شيء جميل , البعض يسير تلك العجلة بخرافات ومعلومات بالية لا تستحق حتى ان تحمل جيل بعد جيل فقد تؤثر بالجيل الذي يليه وتجعله يعيش عصور الظلمة ويصبح أضحوكة وهذا نراه اليوم بتعلق البعض بالماضي لدرجة الإدمان وليس بدافع الحب والتذكر فقط , إن تذكر الموتى بأفكارهم وما كتبوا وما عبروا عنه لهو شيء جميل حيث يمكن الشخص من مناقشة ما كان يحدث بالماضي ويقيسه على اليوم فالأفكار هي هكذا تستمر وتعدل ويناقش بها وتغلط وتصحح ولايمنع من ذلك فلا يوجد قدسية على ذلك ,لهذا الكتابة عن موت أحدهم فقط بالنسبة لي أمر سلبي لان الجسد قد رحل ودفن أما الفكر فما يزال حي ويتنفس !




هناك ٣ تعليقات:

Mozart يقول...

شكرا راي على الكلام الرائع الذي كتبته في حق الدكتور الراحل البغدادي

تحياتي لك

blacklight يقول...

عزيزي راي
لا أحب أن أبوح بكل شيء لكن سأقول الحقيقه كامله هنا عندك لأني ماعدت قادرا على كبتها.

هل تدري لماذا أشعر بالألم ؟
لأنه أخباره كانت تصلني أولا بأول بالتفصيل الممل الذي لا يعرفه الكثير.تقول زميلتنا آيا أنه ظلم ولم يحصل على المكانه التي يستحقها بل حورب هذه حقيقه لكن هل تظنون أن الموضوع اقتصر فقط على مكانته الفكريه؟أو الأكاديميه أو السياسيه؟

كانت لديه مبادئ مثاليه نبيله منعته بمطالبة الأفراد أو المؤسسات التي يعرفها بخدمته سواء هو أو أسرته . حتى عندما اشتد عليه المرض رفض أن يطالب الدوله أو معارفه بإيجاد أي تسهيلات له وظل مستسلما لقدره بكل تواضع حتى جائت نهايته التي طلبها هو بنفسه كي يرتاح من الألم.

ماذا أقول هل أقول فقدت أحمد البغدادي الإستاذ ؟ أم المفكر ؟ أم الإنسان ؟
حين تكلمه يأتيك احساس جميل دافئ مصدره روحه الأبويه الإنسانيه رغم انني تحدثت معه مرتين فقط بأحد الندوات وحتى اسمي لا يعرفه ولم أقل له اني مدون كل الذي قلته له أنني تأثرت به من أيام مراهقتي . تواضعه ودماثة خلقه تلغي كل الفوارق حين تناقشه سواء اتفقت معه أو اختلفت .

شكرا لك عزيزي على مقالتك هذه ومساندتك الازليه للحريات يؤسفني أن أقول لك أنه لن يأتي من يسد الفجوه التي خلقها رحيل أبو أنور عنا لكن لا تفقدوا الأمل .

rai يقول...

mozart

العفو صديقي وهذا اقل مايستحقه الراحل .



blacklight

شكرا لك صديقي على بوح ما في خاطرك واعلم بانه لو لا الاسماء المستعارة لكتبنا مذكراتنا مع الراحل , اشارك الراي بانه لايوجد من يسد فراغ الراحل وهذا اكثر مايحزنني في الامر , والسخيف بالامر والذي بدوره يزيد حزنك هو تطاول العامة ممن ادمن البي بي وقضى نهاية اسبوعه على شارع الخليج وبكل بجاحة ينعت من قبل اناس مستوى قراتها يصل لمجلة الجريمة , المحزن ايضا في هؤلاء ان الراحل خلال عطائه وخلاصة فكره تجد بانهم لم يستوعبوا تلك الخلاصة ولم يتعبوا حالهم حتى في قراة مقال واحد له , كل هذا ويردونني ان لا اتشائم !