بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠٠٩-١٠-١٨

الحقوق المفقودة للأقلية الصامتة



مرت فترة طويلة لم أعد أكتب بها ولم تروادني متعة الكتابة مطلقاً , لا أعلم هل هو الملل أم اليأس من الوضع الحالي ,أحياناً أرى أن السبب من الأثنان معاً فالملل يأتي باليأس واليأس يولد الملل , الصديق العزيز بلاك لايت كتب منذ مدة موضوع لا يأس مع الحرية يبين فيه مدى تخاذل ذوي الفكر التنويري بالفكر نفسه وقد بينت فيه وجهة نظري المتشائمة من الوضع الحالي وما ألت إليه الأيام من صفعات تضربنا ذات اليمين وذات الشمال حتى أختل بها توازننا وتهنا في ظلم ضاربنا فلم نعد نعلم من هو الظالم ومن هو الأشد ظلماً؟!


يقول لي أحد الأصدقاء "عندما أقول لك في المرة القادمة بأن هذه مدونتك لا تنكر ذلك" إستطاع صديقي التعرف على شخصيتي الحقيقية فأخذ ينصحني بتوخي الحيطة والحذر بعد ورود أخبار إليه عن إعتقال أحد أعضاء المنتدى الليبرالي الكويتي , الخبر صدمني بشدة لكن مالبثت أن هدأت بعد تذكري بأني في الكويت التي يمنع قانونها بالمس بالذات الأميرية وبالدين وطبعا الإسلامي لذا يعتبر العضو مخالف لأحد القوانين المعمول بها وسيأخذ جزائه من القانون , وحتى لو حاولنا جاهدين بمساعدة العضو بمظاهرة بسيطة نستنكر بها او جمع تواقيع مؤازرة له فسنكون كمن يضع الأصفاد بيده!!


القوانين بالكويت كثيرة حتى بات الشخص يمسي بقانون ويصبح بقانون مخالف للقانون المسائي وكل هذا تحت حماية الدستور الذي كفل تشريع القوانين بما يؤدي لخير البلد وهي ميزة الديمقراطية التي ننعم بها , دستورنا يجمل في طياته مزيج تناقض غير طبيعي سببه تزاوج الدستور الفرنسي بالدستور المصري بين الفرنجة والعرب الذي أنجب دستوراً هجين كالغراب الذي أضاع مشيته , لكن أيضا علينا أن نتحمل فهذا دستورنا الذي أرتضى به الأولون! ولن نقدر على أجراء عمليات جراحية عليه , إستطاع البعض إستغلال ميزة تشريع القوانين بما يلائمها بمواد الدستور فسن القوانين التي نراها تحارب الحريات وهذا حقهم لذا نرجع لتناقض القانون الذي وضحته والذي بإستطاعة الطرف المعارض لتلك القوانين الطعن بها و أيضاً من خلال مواد الدستور وهم من كان يقصدهم صديقي بلاك لايت بمقاله والذين تشائمت منهم .



حتى لا يتهمني البعض بعشقي للديمقراطية الكويتية فقد ذكرت في الكثير من المواضع بأني لا أعتبر هذه الديمقراطية بالكاملة أو لنقل على أقل تقدير تشابهها مع المعمول بها في دول أوربا وهي ليست ببعيدة عنا لكن من يعاني من قصر النظر سيراها بعيدة عنا , الديمقراطية التي تجمع الدين بالسياسة هذه ليست بديمقراطية ليس عيباً بالدين بل العيب بتعدد مذاهب وطوائف ذلك الدين , الديمقراطية القائمة على الأكثرية ونبذ الاقلية هذه ليست بديمقراطية فالأولى إرضاء جميع الأطراف وبأقل تقدير سماع أرائهم , الديمقراطية هي التي تنادي بالحريات لا أن تقمعها , الديمقراطية هي التنمية بأراء الجميع دون إستثناء , فلعيذرني الجميع على تعريفي العامي للديمقراطية وإلصاق بعض الأمور بها لكن الشيء بالشيء يذكر, وشكراً .